دمشق-سانا
شهد مجمع سينما سيتي بدمشق العرض الأول الخاص لفيلم بانتظار الخريف للمخرج جود سعيد الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع شركة آدمز بروكشن والحائز مؤخراً جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته السابعة والثلاثين.
الفنانة سلاف فواخرجي بطلة الفيلم اعتبرت في تصريح صحفي الجائزة تكريماً لجهود كل من اشتغل على هذا الفيلم بإحساس عال وإخلاص وحب رغم كل الظروف وحيت سورية وشعبها العظيم معربة عن سعادتها باحتفاء الجمهور بالفيلم وحضورهم المكثف لمشاهدته وردود أفعالهم الإيجابية على شخصية نبال الدور الذي لعبته في الفيلم ووصول رسالتها للجمهور رسالة الحب والحياة رغم كل الظروف.
جرأة الملامح الشكلية للشخصية وطرافتها التي تفاعل معها جمهور الفيلم على نحو ملفت رأت فيها فواخرجي نافذة جديدة لتقديم نفسها كممثلة مؤكدة ثقتها واطمئنانها لخيار المخرج الذي وصفته بالشريك الحقيقي وأهدت بانتظار الخريف وجائزته مجدداً لرجال الجيش العربي السوري الذين افتدوا سورية بأرواحهم لكي نعيش ونعمل ونبدع .
جود سعيد وصف فواخرجي بشريكة العمل واعتبر أن دمشق تنبض بالسينما محتفية بفيلم صنع على وقع تهديد سورية بشن اعتداء عليها معتبرا في الوقت ذاته جائزة مهرجان القاهرة السينمائي نوعاً من إعادة الحق بعد الحرمان الذي ارتكب بحق فيلمه السابق صديقي الأخير الذي تمت مقاطعته في المهرجانات العربية على خلفية المواقف السياسية.
المخرج عبد اللطيف عبد الحميد بطل بانتظار الخريف وشريك السيناريو مع جود وعلي وجيه عبر عن سروره بجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الممنوحة للفيلم كأفضل فيلم عربي أكثر من كل التكريمات والجوائز التي فاز بها في مسيرته السينمائية فمهما طال الزمن فلا يصح إلا الصحيح مشيرا إلى الهجوم والاضطهاد اللذين تعرض لهما مع جود سعيد كسينمائيين سوريين في مهرجانات أقيمت بعدد من الدول العربية خلال السنوات الخمس الأخيرة.
محمد الأحمد مدير عام المؤسسة العامة للسينما قال بانتظار الخريف هو أحد الأفلام التي أنتجتها المؤسسة في سنوات الحرب الكونية الظالمة على سورية وعندما دعي الى المشاركة بمهرجان القاهرة من دون دعوة كادر الفيلم ظن البعض أنه لن يضمن له الفرصة اللازمة للفوز لكنهم أخطؤوا الحساب لسبب بسيط هو أن بانتظار الخريف إنتاج مؤسسة عريقة تستلهم حكاياتها من ثقافة سورية الأصيلة المتجذرة المنتمية إلى وطن غني بالنبل والكرامة وآلاف السنوات من الحضارة.
وكشف الأحمد أن الفيلم السوري لا يكلف المؤسسة اليوم خمس أو سدس إنتاج فيلم تجاري من اليونان أو تونس أو المغرب وتساءل قائلا كيف استطعنا أن ننتزع الجوائز من أفلام كلفت أصحابها أموالاً طائلة وتوفرت لها وسائل تقنية أرقى وأحدث بأشواط من مثيلاتها في أفلامنا والجواب يكمن في كلمة واحدة هي الحب الذي تفوح منه رائحة وطننا وتراثنا وعراقتنا ونبل انتمائنا إلى سورية.
ويروي فيلم بانتظار الخريف على مدى قرابة ساعتين من الزمن حكاية فريق كرة طائرة للسيدات يجمع بينهن حبهن لوطنهن وإصرارهن على انتزاع كأس البطولة تحت التهديدات الأمريكية بشن عدوان على سورية حيث يظهر الشريط روح الطرافة والتحدي لدى لاعبات الفريق كل على حدة عبر قصة حب تجمع بين طيفين ثقافيين مختلفين لتكون النهاية بمشهد رمزي ينهي به المخرج مشاهد شريطه مبرزاً روح المقاومة والتحدي لدى الإنسان السوري .
وركز الفيلم في مشاهده على مشهدية عالية في تناولها لحال المدينة والريف السوريين من خلال تصوير معظم مشاهده في مدينة حمص وريفها ملتقطاً فعل آلة الإرهاب العمياء في الحجر والبشر والشجر وذلك عبر قالب كوميدي ساخر أراده المخرج نمطاً جديداً في السينما السورية متكئاً على إدارة دقيقة لممثليه جنباً إلى جنب مع الكومبارس الذين شاركوا في الفيلم وفق أدوار تشبههم في الحياة على نحو دور الجدة التي تنتظر حفيدها المخطوف من قبل عصابة إرهابية.
وسجل المخرج جود سعيد بهذه التجربة الفنية الراقية بعد انتزاعه جائزة أفضل فيلم عربي لعام 2015 حضوره من جديد كأحد أبرز المخرجين السينمائيين الشباب الذين تقدموا إلى واجهة المشهد السينمائي السوري بعد فيلميه مرة أخرى وصديقي الأخير حيث يترقب الجمهور فيلمين جديدين له يقوم بتحقيقهما لمصلحة الموءسسة العامة للسينما هما مطر حمص و رجل وثلاثة أيام مسجلاً بذلك وثائق عن الحرب في سورية وما شهدته من موجات خراب وتدمير جماعي من قبل الإرهاب الدولي المنظم.