القاهرة ـ أ ش أ
يشكل النجم المصري نور الشريف نموذجا مضيئا للفنان المثقف بقدر ما تكشف إبداعاته في السينما والتلفزيون والمسرح عن أصالة تكوينه الثقافي الإنساني ومعنى الانتماء لتراب الوطن.
ووسط دعوات بكامل الشفاء من جانب جمهوره ومحبيه ، تتجه العيون والقلوب للندن لمتابعة تطورات الحالة الصحية لصاحب "العيال الطيبين"، و"رجل الأقدار"، و"زمن حاتم زهران"، و"الثعلب"، و"القاهرة والناس"، و"يا مسافر وحدك".
واذا كانت الثقافة الغربية ماضية قدما في تنظيرات للسينما وكتابات حول تاريخ هوليوود مثل الدراسة الجديدة لفرانسين بروس التي تطرق فيها لأفلام هوليوود كأداة فاعلة للقوة الناعمة الأمريكية ، فإن تاريخ السينما المصرية لابد أن يتوقف بما فيه الكفاية أمام إبداعات نور الشريف كفنان مصري كبير كانت آخر أعماله المعروضة فيلم "بتوقيت القاهرة" والذي عرض في مهرجان دبي السينمائي الأخير.
ولئن تأملت العين العديد من أعمال نور الشريف لاكتشفت انها تحمل شحنة ثقافية ابداعية بعمق وبساطة في آن واحد ، كما أن الكثير من أعماله كانت في الأصل نصوصا لكتاب من أصحاب القامات العالية ، وفي مقدمتهم نجيب محفوظ الذي جسد نور الشريف شخصيته الخالدة في الثلاثية "كمال" عبر فيلمي "قصر الشوق" و"السكرية".
وفيما حضر هرم الرواية المصرية والعربية النوبلي نجيب محفوظ عبر عدة أعمال سينمائية قدمها نور الشريف مثل "السراب"، و"الكرنك" ، و"ليل وخونة" ، و"قلب الليل"، والمسلسل التلفزيوني "الحرافيش"، كذلك ستجد الكاتب المصري العظيم توفيق الحكيم في قصة "المرأة التي غلبت الشيطان" والتي تحولت إلى فيلم قام ببطولته نور الشريف، ناهيك عن تجليات الحكيم صاحب "عصفور من الشرق" في فيلم "عصفور الشرق".
وهناك أيضا لنور الشريف فيلم "بيت القاضي" عن قصة لإسماعيل ولي الدين ، "عمارة يعقوبيان" للكاتب علاء الأسواني ، بينما كان المسلسل التلفزيوني "لن أعيش في جلباب ابي" مأخوذا في الأصل عن قصة لإحسان عبد القدوس.
وحتى بعض افلامه المستلهمة من أصول أجنبية كانت لكتاب كبار حقا مثل فيلم "اختفاء جعفر المصري" الذي كان معالجة لمسرحية "مركب بلا صياد" للكاتب والشاعر الأسباني اليخاندرو كاسونا ، فيما كان من الطريف أن يكون اللقاء الأول وبداية التعارف بين نور الشريف وعادل امام في مسرحية "روميو وجولييت".
وكان من الدال تلك التعليقات التي أشادت بالفنانة بوسي الزوجة السابقة لنور الشريف وام ابنتيه التي آزرته في محنة المرض وجسدت قيمة الوفاء بسفرها معه في رحلته العلاجية بالعاصمة البريطانية بعد أن عانى من آلام شديدة في قدميه تمنع وصول الدم الى الأطراف حسب تقارير منشورة.