عام مر على رحيل الفنان "خالد صالح"، الذي توفي في 25 سبتمبر 2014، رحل ولكنه ترك عملًا رائعًا يتذكره الجميع، يرددون مشاهد من أعماله، ويصفونه بالـ "بابا"، حفر اسمه في ذاكرة السينما العربية في وقت قليل، راهن الجميع على نجاحه، وبالفعل أبهر كل من شاهده في السينما أو التليفزيون، فرصيده من حب جمهوره كبير.

ولد الفنان "خالد صالح" في منطقة "أبو النمرس" بمحافظة الجيزة، في 23 يناير 1964، وتخرج في كلية الحقوق سنة 1987، وعمل بالمحاماة فترة كبيرة، رغم أنه كان يهوى التمثيل، ومثل على مسرح جامعة القاهرة، ومسرح الهناجر في دار الأوبرا المصرية كثيرًا.

دخل إلى عالم الفن متأخرًا ولكن سرعان ما لفت أنظار الجميع، وكان أول دور يجسده هو دور رجل المخابرات صلاح نصر في فيلم "جمال عبد الناصر" سنة 1999، وكانت بداية انطلاقته الفنية وإثبات موهبته، وفي العام نفسه جسد شخصية مأمون الشناوي في مسلسل "أم كلثوم"، ليكون هذا العام يمثل له حظًا وفيرًا في الوقوف على أول سُلم تحقيق الحُلم.

وفي 2003 قام بالأداء الصوتي في النسخة المُدبلجة من فيلم الكارتون "نيمو" الموجهه إلى الأطفال، فحصل على جائزة أوسكار لأفضل فيلم للصور المُتحركة، وفي عام 2005، حصل "خالد صالح" على جائزة أفضل دور ثانٍ عن فيلمه "تيتو"، وقد عرفه الجميع من جملته الشهيرة الموجهه إلى الفنان أحمد السقا في هذا الفيلم "أنا بابا يالا"_الذي جسد فيه شخصية ضابط فاسد يستخدم سلطته ومعلوماته في الكسب الغير مشروع سنة 2004_ في المهرجان القومي للسينما في دورته الـ 11، كما حصل على جائزة أفضل ممثل في العام نفسه عن دوره في فيلم "ملاكي إسكندرية".

"عايزة ورد يا إبراهيم" جملة تركها  خالد صالح في أذن الجميع، يرددونها دومًا من فيلمه "أحلى الأوقات"، الذي شاركه البطولة فيه كلًا من الفنانة "هند صبري، وحنان ترك، ومنه شلبي"، وكان فيلمه "هي فوضى" سنة 2007، إنطلاقة حقيقية له، حيث أشاد بدوره في هذا الفيلم جميع النقاد، كما حظى على إعجاب جماهيري كبير، حيث كان يجسد في هذا الفيلم دور أمين شرطة فاسد، يحب الفنانة منه شلبي، ويفعل من أجلها كل ما هو مُباح وماهو غير مشروع لينال قلبها، وفي العام نفسه قدم أولى بطولاته الدرامية في مسلسل "سلطان الغرام"، والذي حقق نسبة مشاهدة عالية.

وفي عام 2008 قدم خالد صالح مسلسله "تاجر السعادة"، والذي حصل عن دوره فيه على جائزة التمثيل من مهرجان الأفلام، كما حصل على جائزة الإبداع الذهبية لأحسن تمثيل من مهرجان الإعلام العربي.

كما قدم العديد من الإفلام والمسلسلات التي ترك بها علامة متميزة في تاريخ السينما والفن، حسبما وصفه النقاد واجتمع على ذلك جمهوره بأكمله، فقدم فيلم حرب أطاليا، وابن القنصل، وعن العشق والهوى، والجزيرة الجزء الثاني، واختتم أعماله بمسلسل "حلاوة روح".

توفي "خالد صالح" في مستشفى مجدي يعقوب لأمراض القلب في أسوان، آثر أزمة قلبية حادة جعلته يفارق الحياة، ليكون "الغايب الحاضر".