الفنانة ميس حرب

تتمتع المغنية ميس حرب بصوت مليء بالإحساس والشجن إلى جانب انحيازها للنمط الفيروزي من الغناء ما يعطيها تميزا عن نظيراتها من المغنيات على الساحة الغنائية السورية خاصة مع امتلاكها لمشروع غنائي ثقافي خاص.

وحول مشروعها الغنائي تقول المغنية حرب في حديث لسانا “أسعى لتقديم أعمال تعبر عما يعيشه الإنسان في سورية بشكل خاص وفي الوطن العربي بشكل عام من النواحي الاجتماعية وتفاصيل يومية بحيث تكون اعمالا من وحي الواقع المعاش وقريبة من مشاكل المجتمع وباللهجة المحكية بطريقة مبسطة ودون تكلف لتصل هذه الأعمال إلى المتلقي العربي بشكل ممتع وراق”.

وتابعت المغنية حرب “إن هذا المشروع جاهز للطرح ومكتمل من حيث الكلمات والألحان والتوزيع إنما ينتظر التمويل المادي الكافي حتى يرى النور” مبينة أن العقبات التي تواجه مشروعها تتمثل في قلة الدعم المادي والإعلامي بشكل عام وخاصة من قبل الجهات المعنية بالشأن الفني والثقافي وأن الاهتمام وتسليط الضوء يتركز على من يعتبرون نجوماً بغض النظر عن مستواهم وما يقدمونه من أعمال”.

وأوضحت خريجة المعهد العالي للموسيقا أنها تحاول رغم الظروف الصعبة التركيز على مشروعها الفني دون الإكتراث بالعقبات وتقديم ما لديها من أعمال غنائية فيما تيسر لها من النشاطات الفنية التي تصب بذات الاتجاه الفني والثقافي الذي تسلكه.

وحول رأيها في دور الفنانين السوريين إزاء الحرب التي تتعرض لها بلدهم تؤكد أنها كمغنية سورية شابة اختارت أن تبقى في بلدها رغم كل الصعاب وتبذل جهدها لتقديم ما لديها من أعمال فنية ثقافية تعبر عن الانسان السوري وواقعه من أرض سورية في وقت كان بامكانها أن تغادر للخارج لتجد دعما و تمويلا لمشروعها الفني والاستفادة مما تقدمه هيئات ومنظمات خارجية معنية بهذا النوع من المشاريع.

وعن واقع الموسيقا والغناء في سورية تقول حرب “واقع الفن السوري لدينا منقسم لثلاثة مستويات فأولها وأكثرها رواجا الفن الهابط من أغاني السوق ويأتي بعده ما يدعى بالفن الملتزم لكنه خال من أي قيمة فنية أو فكرية والخط الثالث الذي انتمي له هو الفنانون ممن يحملون الهم الموسيقي ويفكرون بمسؤولية النهوض بهذا الفن”.

وتؤكد حرب أن مغادرة عدد من المغنيين والموسيقيين أثرت بشكل كبير على الحياة الموسيقية في سورية ما سبب نقصا في الكوادر وخصوصا من العازفين المحترفين ذوي الخبرة حتى بات أي حفل أو نشاط يقام على أساس من تبقى من العازفين مشيرة إلى أن المؤسسات المعنية تحاول التركيز على استمرار النشاطات الفنية رغم الظروف الصعبة لإيصال رسالة أن لا شيء قادر على قتل الحياة في سورية.

وحول ما أضاف المعهد العالي للموسيقا الى موهبتها تقول حرب “دراستي في المعهد زادتني خبرة وفهما لطبيعة صوتي وحنجرتي بشكل خاص ودعمت ما لدي من موهبة بالإضافة لفهم الموسيقا العربية والعالمية أكاديميا بشكل عام”.

وتعتبر حرب أن “الأغنية السورية موجودة ونحن نمتلك ملحنين وشعراء سوريين قادرين على منافسة أهم موسيقيي الشرق ليس فقط العرب” لافتة إلى أن الساحة الغنائية والموسيقية السورية تحتاج إلى شركات تمويل للإنتاج والتسويق وتكرار نجاحنا في الدراما في مجال الغناء والموسيقا.

وعن مشاركتها في الغناء ضمن المسلسلات السورية تبين أن المشاركة في غناء الشارات الدرامية أعطاها انتشارا أكبر لاسمها وصوتها مع غياب شركات الإنتاج الفني للفن الحقيقي.

وتنتظر المغنية حرب ليكتمل مشروعها الفني ويصدر أول ألبوم لها وعندها ستفكر بتصوير فيديو كليب بالطريقة التي تعبر عن رؤيتها الفنية والثقافية والفكرية وتتوافق مع ما تقدمه من أغان وبذات الوقت لا تفضل المشاركة في احد برامج المواهب الغنائية التي تنتجها بعض الفضائيات العربية خوفا من أن تفقدها هذه التجربة ما تحمل من قيم فنية فتضطر بسبب العقود الواجب توقيعها عند دخول هذه البرامج إلى تقديم ما لا ترضى عنه من أغان فيما بعد رغم إدراكها قوة هذه البرامج في التسويق الاعلامي للفنان وانتشاره لكن لمن يبحث عن الشهرة فقط على حد تعبيرها.

وتجد ابنة السويداء أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت الفنان على الانتشار بين الناس مع عدم وجود لشركات إنتاج فنية حيث تقول “هي وسيلتنا الأقوى لعرض أعمالنا ونشاطاتنا في حال انعدام البديل من شركات انتاج فنية لكنها لا تقوم محل شركات الإنتاج أبدا لأن النسبة العظمى من جمهور التواصل الاجتماعي يستمع أكثر لما هو مروج له من قبل تلك الشركات”.

وتحضر المغنية حرب اليوم لأول ألبوم غنائي بالتعاون مع موسيقيين وشعراء سوريين محترفين ومن إنتاج شركة فنية عربية تعنى بالفن الملتزم وتعبر في ختام حديثها عن قناعتها بأن الأغنية السورية قادرة أن تثبت حضورا عربيا قويا وجديرا بالاستماع في حال تجاوزت العقبات التي تواجهها وهذا ما يتطلب العمل وتضافر الجهود للوصول للغاية المرجوة ولو بعد حين.

المغنية ميس حرب خريجة المعهد العالي للموسيقا اختصاص غناء شرقي عام 2008 عملت مع عدة فرق موسيقية وكورال كمغنية صولو منها جوقة قوس قزح والفرقة الوطنية للموسيقا العربية وفرقة الغناء العربي وغيرها وكان لها العديد من المشاركات في عروض مسرحية وفعاليات فنية جماعية الى جانب أدائها لأغاني شارات أعمال درامية منها “أيام الدراسة” و”سوق الورق” و”خلصت”و”سيت كاز”و”الأميمي” وغيرها وهي تحضر حاليا لإصدار البومها الغنائي الأول وفق رؤيتها الفنية الخاصة.