القاهرة - العرب اليوم
بعد الانتهاء من تصوير فيلمه Insomnia، بدأت أولى خطوات ولادة فيلم Inception، وكانت فكرة الدخول إلى العقل البشري وبناء عالم من الأحلام في أجواء مرعبة تسيطر على رأسه، ولكنه كان يعلم أن تنفيذ هذه الفكره يحتاج إلى ميزانية كبيرة لن تتاح له في هذا التوقيت، بالإضافة إلى أنه مازال عليه اكتساب خبرة كبيرة، بإخراجه للمزيد من الأفلام.
قبل أن يبدأ العمل على مشروع سلسلة أفلام "باتمان"، كتب كريستوفر نولان معالجة درامية لفكرة Inception مكونة من 80 صفحة، وترك المجال للفكرة بأن تتطور في رأسه على مر سنين حتى سنة 2008، عندما انتهى من تصوير فيلمه The Dark Knight.
وفي منتصف 2008، بدأ نولان في كتابة سيناريو فيلم Inception، وظل يعدل عليها عدة مرات حتى فبراير 2009، عندما باع السيناريو لشركة "وارنر بروس" المنتجة للفيلم، بالإضافة إلى شركة Legendary Pictures، إذ بلغت ميزانية الفيلم 150 مليون دولار تقاسمتها الشركتين، كما شاركت شركة Syncopy التي يملكها نولان وزوجته إيما توماس كمنتج مشارك.
ويعتبر Inception هو أول فيلم أصلي لكريستوفر نولان منذ فيلمه الأول Following، وأن بقية أفلامه إما مقتبسة عن قصص أو روايات، ومنها Prestige وMemento، أو مقتبسة عن فيلم آخر مثل Insomnia، أو مقتبسة من قصص مصورة مثل ثلاثية "باتمان".
بعد الانتهاء من كافة التفاصيل مع الشركات المنتجة، خصوصا بشأن كيفية تصوير الفيلم، إذ أصرت شركة "وارنر بروس" على أن يتم تصويره بطريقة الأبعاد الثلاثية 3D، إلا أن نولان رفض هذا الاقتراح بمساعدة مدير تصويره والي فيستر، وكان مبرر نولان لرفض الاقتراح هو أن تصوير الفيلم بطريقة الـ 3D سوف تؤثر بالسلب على طريقة سرد الأحداث في الفيلم.
وبدأ نولان في عملية اختيار الممثلين، وكعادته فلم يخبر المرشحين للأدوار عن قصة الفيلم كاملة، ولكنه اكتفى بقوله إن الفيلم تدور أحداثه حول مجموعة من سارقي الأفكار الذين يحاولون زرع فكرة في عقل شخص ما.
وكان أول المنضمين للفيلم من الممثلين هو النجم ليوناردو دي كابريو، والذي جسد دور "دوم كوب"، ولكن بالرغم من أن نولان ذكر أكثر من مرة أن دي كابريو كان خياره الأول لهذا الدور، إلا أنه تبين بعد ذلك أن نولان عرض الدور على براد بيت أولا، وأمهله 48 ساعة فقط للرد عليه بشأن موقفه من بطولة الفيلم من عدمه، ولكن لم يحبذ براد فكرة هذه المهلة القصيرة الممنوحة إليه فاعتذر عن الدور، كذلك الحال بالنسبة للنجم ويل سميث، الذي عرض عليه نولان نفس العرض، ولكن لم يرد على نولان، ليذهب الدور في النهاية إلى ليوناردو دي كابريو.
وأبدى ليوناردو دي كابريو إعجابه بالفكرة عندما سردها نولان له، و طلب من نولان قراءة السيناريو بعدما أعطاه موافقته المبدئية، ووصف دي كابريو السيناريو بالشامل والمكتوب بشكل محكم ورائع للغاية، وظل يناقش نولان في تفاصيل السيناريو، حتى منذ لحظة اختياره للدور، وحتى بعد الانتهاء من تصوير الفيلم.
كان دور "آرثر" الذي قام به الممثل جوزيف جوردن ليفيت مرشحا له أكثر من ممثل، فتم عرضه أوفي البداية على جيمس فرانكو، والذي أبدى سعادته ورغبته الشديده للقيام بالدورن ولكنه كان تعاقد على تصوير أفلام أخرى، وبالتالي لم يستطع أن يعدل من جدول أعماله واعتذر عن الدور، ليذهب الدور إلى ليفيت الذي أبدع فيه، خصوصا في مشهد انعدام الجاذبية، وإن كان ليفيت لم يقم بتصوير المشهد كاملا بنفسه، وتم الاستعانة بممثل بديل "دوبيلر" في بعض اللقطات القصيره في المشهد.