بدأب واندفاع عملت الصحافية الفرنسية جوزيه غارسون طوال أشهر، ونجحت في تحويل تعاطفها مع المأساة السورية المستمرة إلى مبادرة ملموسة، فاختارت غارسون، التي عملت لسنوات في صحيفة «ليبراسيون» متابِعةً لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الفنَّ للرد على الجمود واللامبالاة حيال ما يجري في سورية، حيث فاق عدد القتلى 60 ألف شخص. وبالتعاون مع الصحافية آنييس لوفالوا والناشطة ناتالي دوهاميل، أنشأت غارسون جمعية موقتة أطلق عليها اسم «سيريا آرت» (فن سورية)، للعمل على جمع 101 لوحة وصورة فوتوغرافية وتجهيز فني، قدمها فنانون عرب أو فرنسيون من أصول عربية، لتعرض في معهد العالم العربي بباريس بدءاً من اليوم، ثم تباع في مزاد علني في 21 من الشهر الجاري، ليعود ريع المزاد الذي تتولاه مؤسسة بيار بيرجيه إلى الضحايا المدنيين في سورية. وتورد غارسون في مقدمة الكتيب المعدّ خصيصاً للمزاد، أن اختيار فنانين عرب أو من أصول عربية يخدم هدفين رمزيين: التعبير عن التضامن بين المجتمعات المدنية العربية، وفي الوقت ذاته يبرز إبداع فناني المنطقة. ويضم المعرض أعمالاً فنية قدّمها رسامون وفنانون من سورية والسعودية وتونس والمغرب والجزائر والبحرين واليمن ولبنان، إضافة إلى فنانين فرنسيين. وأبدت غارسون ومجموعة «سيريا آرت» حرصاً على حسن اختيار الجهات التي سيعود إليها ريع المزاد، فتقرر تقديم 60 في المئة من المبلغ إلى ثلاث منظمات غير حكومية تعمل في الحقل الطبي، و40 في المئة إلى الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان في سورية. وتأمل غارسون في أن تشجع مبادرة «سيريا آرت»، على تواضعها، على إطلاق مبادرات أخرى تُشعر الشعب السوري بأنه ليس وحيداً.