النفط الأميركي

عدّت وكالة الطاقة الدولية أن انخفاض أسعار النفط سيجبر المنتجين من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومن بينهم الولايات المتحدة، على خفض إنتاجهم العام المقبل بأعلى وتيرة في أكثر من عقدين بما يعيد التوازن لسوق النفط المتخمة بالمعروض.

وأوضحت الوكالة أن إمدادات النفط خارج منطقة الأوبك ستنخفض خلال العام المقبلة لأعلى مستوياتها خلال العقدين الماضيين، متأثرة بإنتاج الولايات المتحدة من الصخر الزيتي.

وأشار مركز استشارات اقتصادية ومقره باريس، الجمعة، في تقريره الشهري، إلى أن الإنتاج خارج منظمة الدول المصدرة للمنتجات البترولية سينخفض بمعدل 500 ألف برميل يوميا ليصل إلى 57.7 مليونا في 2016، بينما سيكون الطلب على الوقود في هذا العام الأقوى منذ عام 2010، إذ إن مخزونات النفط القياسية في الدول المتقدمة لن تبدأ في الانخفاض حتى النصف الثاني من العام المقبل، كما أن إحياء الصادرات الإيرانية مع رفع العقوبات سيرفع ويسهم في تضخم حجم الإمدادات إلى شكل كبير.

 وذكرت الوكالة أن تقلص الإمدادات من خارج الأوبك يظهر أن استراتيجية السعودية في الدفاع عن الحصة السوقية للمجموعة من خلال الضغط على المنافسين لخفض الأسعار، كان لها أثر مقصود وواضح ومؤثر.

 وذكرت مجموعة جولدمان ساشس، أن خام برنت الذي يعتبر مقياسا ومعيارا مستخدما في جميع أنحاء العالم، تراجع إلى أدنى مستوياته منذ ستة أشهر إلى نحو 42 دولارا أميركيا للبرميل في 24 آب/أغسطس، وأن الإنتاج ربما لن يتمكن من الانخفاض بسرعة كافية لإنفاذ الفائض العالمي، حيث تنخفض الأسعار إلى مستويات أدنى تقارب 20 دولارا.

 وأكدت المجموعة التي تقدم الاستشارات الاقتصادية لأكثر من 29 دولة، أن القصة الأهم هذا الشهر تتمثل في التشديد على العرض، حيث إن بيئة الأسعار المنخفضة تجبر السوق على المضي في الخطى التي يجب عليه رسمها، كما ينبغي غلق الإنتاج وإقناع الطلب.

وأوضحت وكالة الطاقة الدولية أن إنتاج الولايات المتحدة من الصخر الزيتي سينخفض قرابة 400 ألف برميل يوميا خلال العام المقبل مع العقود الآجلة لعام 2016، وذلك بأقل من الأسعار اللازمة لمعظم المشاريع للوصول إلى نقطة التعادل.

وأضافت أن الانخفاض في إجمالي الإمدادات خارج منطقة الأوبك العام المقبل سيكون الأكبر من نوعه منذ الانخفاض بنسبة مليون برميل في اليوم في 1992، وذلك عقب انهيار الاتحاد السوفييتي.