أفاد خبراء مال لبنانيون أن المصارف اللبنانية المتواجدة في قبرص الجنوبية، والتي يبلغ عددها 11 مصرفًا، في منأى عن التداعيات السلبية للأزمة المالية التي تضرب قبرص الجنوبية، ودعا هؤلاء لوجوب استغلال هذه "الفرصة ذهبية". واعتبر الخبير الاقتصادي والمالي جورج قرم، ووزير المال اللبناني الأسبق، "إن معظم المصارف اللبنانية بفروعها وشركاتها المصرفية في قبرص هامشية بالنسبة لما هو متوفر من رؤوس أموال وودائع في المصارف الموجودة في لبنان"، لافتًا إلى أن "الوضع السوري لم يؤثر حتى على قوة وضع المصارف اللبنانية". وأضافقرم "إن الفروع اللبنانية الكبيرة في الخارج، والتي هي مؤثرة في القطاع المصرفي اللبناني، تتواجد بصورة خاصة في سويسرا ولندن وباريس، وبالتالي لا تخوف من تعرض المصارف اللبنانية لأي خسارة كبيرة، تؤثر على أرباحها، جراء الأزمة القبرصية الجنوبية". وشدّد قرم على "وجوب انتظار انعكاسات قد تكون إيجابية لهذه الأزمة على لبنان، كما حصل حين انفجرت الأزمة المصرفية الدولية فكانت إيجابية لبنانيًا". من جانبه، أكد الخبير المالي ورئيس جمعية "سيدروس للإنماء" وليد أبو سليمان "إن المصارف اللبنانية في قبرص الجنوبية في منأى عن الأزمة المالية، باعتبار أن الودائع التي كانت تصل المصارف اللبنانية هناك كانت تتحول مباشرة إلى المصارف الأم، الموجودة في لبنان، وبالتالي فإن الفروع في قبرص الجنوبية ليست إلا شباك للخدمات المالية البسيطة". وأوضح أبو سليمان "إن المصارف اللبنانية الموجودة في قبرص الجنوبية، تحتوي على ودائع تفوق 2.7 مليار دولار، والأزمة التي تشهدها قبرص الجنوبية سيكون لها انعكاسات إيجابية على القطاع المصرفي اللبناني، الذي يمتاز بالكثير من الصلابة والمتانة، وإننا بصدد فرصة ذهبية، يجب استغلالها لجذب الاستثمارات والودائع ورؤوس الأموال الموجودة في مصارف قبرص الجنوبية للبنان، سواءًا كانت روسية أو غير ذلك". يذكر أن هناك تسعة مصارف لبنانية تمتلك فروعًا في قبرص الجنوبية.