"فيسبوك" و"تويتر"


أثبتت موجة التراجع الحادة التي طالت أسهم كبريات شركات التقنية على مدى الأيام الأخيرة، وخاصة «فيسبوك» و«تويتر»، أن هذه الشركات باتت أسيرة مفاهيم وأفكار خاطئة سائدة لدى المستثمرين فيها بشأن كيفية تحقيق هذه الشركات نمواً سريعاً.

وذكرت وكالة «بلومبيرغ»، في تحليل أمس، أن «فيسبوك» و«تويتر» باتا في حاجة ماسّة إلى اتخاذ إجراءات أشد حسماً، وشن حملة تطهير أكبر وأوسع نطاقاً للتخلص من الحسابات الوهمية، والرسائل المزعجة «SPAMs»، والأشخاص الذين ينشرون مواد وآراء مثيرة للجدل تتسبب في اندلاع مناقشات حادة وعنيفة يغلب عليها طابع التعصب والكراهية «trolls»، والأشخاص الذين يستخدمون منشورات حالية ويعيدون نشرها «bots»، وغيرها من الممارسات السلبية التي باتت أشبه بشوائب نالت من شعبية ومصداقية الموقعين، وحوّلتهما إلى منصة لنشر التعصب والأفكار العدائية باعتراف مسؤولين كبار في الموقعين.

وبحسب «بلومبيرغ»، فإن هذه الإجراءات المتشددة، ربما تخيف مستثمرين في الموقعين، إلا أنها إجراءات لا بد منها من أجل إعادة الموقعين وبقية منصات التواصل الاجتماعي إلى المسار الصحيح، ليس من حيث مسؤولياتها الاجتماعية فقط، وإنما من حيث أدائها المالي أيضاً.

وتراجعت أسهم «فيسبوك»، الخميس الماضي، 19% بعد الإعلان عن نتائجها للربع الثاني من العام الجاري، ويعزى هذا التراجع جزئياً إلى عدم تحقيق الإيرادات المتوقعة.

ولم يمضِ أكثر من 24 ساعة، إلا وكان سهم «تويتر» يفقد هو الآخر 19% من قيمته، على خلفية المخاوف نفسها.

وأكدت «بلومبيرغ» أنه يتعيّن على «فيسبوك» و«تويتر» تشديد الإجراءات والتدابير التصحيحية، وذلك على سبيل المثال بمطالبة كل مستخدميهما بتعريف هوياتهم، والإعلان عن ملكية الحسابات الإضافية التي أنشؤوها عبر الموقعين.

ولتجنّب إخافة المستخدمين الشرعيين بسبب مطالبتهم بالكشف عن الكثير من بياناتهم الشخصية، ترى «بلومبيرغ» أنه يتعيّن على إدارتي الموقعين تبنّي نموذج من تحديد الهوية من دون أن يعلم المستخدمون الآخرون.