الرياض – العرب اليوم
في الوقت الذي ينظر فيه 90 % من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام"، إليه على أنه مجرد موقع ترفيهي، يراه آخرون نافذة مهمة لتحقيق أحلام، طال انتظارهم لها، ونورة الزهراني، واحدة من هؤلاء الذين تعاملوا مع مواقع التواصل الاجتماعي، بصورة عملية، فاستغلته في فتح أبواب الرزق لنفسها على مصارعها، دون أن تغادر منزلها.ولم تعق الظروف الصحية، والعائلية، والاجتماعية، "نورة" عن تحقيق ذاتها، فأنشأت متجرا لبيع الأعمال اليدوية، من المنزل، عبر انستغرام، فور أن أنهت تعليمها بالمرحلة المتوسطة.لم تقف "نورة" كثيرا أمام الظروف التي منعتها من إكمال دراستها، وإنما أطلقت لعقلها العنان بحثا عن حلم تسعى لتحقيقه؛ حتى يمكنها تخطي المرحلة الصعبة التي عاشتها منذ تركت تعليمها.
وأوضحت: "بعد توقفي عن الدراسة لظروف صعبة، ومروري بعدة عقبات في حياتي، حاولت إثبات وجودي، وأنني مواطنة فعالة في المجتمع، فالتحقت بعدة دورات تدريبية؛ حتى اتجهت لفتح متجر خاص بي من المنزل، للأعمال اليدوية، والحرفية، وبيعها عن طريق انستغرام".
وذكرت عن بداية فكرة المشروع: "بدأت قبل عشر سنوات ببيع البهارات، والقهوة العربية، من المنزل، وكنت أمارس أعمال التحميص، والطحن، والتعبئة، منزليا، وعندما لقيت منتجاتي استحسانا، من المشتريات، تطلعت لتطوير نفسي أكثر، فالتحقت بدورات في التنمية البشرية، ودورات تدريبية حرفية، مثل: الديكوباج، والسبح، والإكسسوارات، وخياطة الكروشيه، وعملت أيضا في بيع المأكولات الجنوبية، والجداوية الشعبية، حتى توسعت في نشاط العمل من المنزل، وأصبح لدي الكثير من الزبائن".
وأضافت عن العمل عن طريق حسابات الانستغرام: "لا شك أن الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، ساعدتني كثيرا على التعلم، وفتحت المجال أمامي؛ لعرض وبيع منتجاتي الخاصة، لشريحة كبيرة من المجتمع، لذا أرى أن برنامج انستغرام، وغيره من برامج مواقع التواصل الاجتماعي، فتحت أبواب الرزق، أمام الكثير من الباحثات عن فرص عمل من المنزل، أو صاحبات الحرف الفنية، واليدوية، ولا يمتلكن رأسمال لتأسيس مشروعاتهن".
وأضافت: "فضلت العمل الحر على التوظيف، وأرى أن العمل من المنزل يتناسب مع طبيعة كثير من الفتيات، والسيدات، في مجتمعنا خاصة أنه لا يتطلب الخروج من المنزل، أو البحث عن مواصلات، أو الالتزام بقيد الدوام الرسمي، أو امتلاك رأسمال كبير، فجميعها أسباب ساهمت في تشجيع السيدات على دخول هذا المجال، لكن الأهم هو تقديم منتجات مصنوعة بدقة، ومراعاة الضمير، والأمانة، والبعد عن الغش التجاري؛ لضمان استمرارية العمل الخاص، وكسب ثقة العميل في المنتج".
وأتمت بقولها: "العمل يعطي طاقة إيجابية كبيرة للفرد، تساعده على تجاوز الكثير من المحن في حياته، وعلى الرغم من استمرار الظروف الصعبة، والعثرات في حياتي، فإنني أردت أن أكون مواطنة فاعلة في المجتمع، وهو ما يجب أن يتطلع إليه جميع الشباب، والشابات، في مجتمعنا، عن طريق البحث عن فرص العمل، والمشاركة في النهوض بالوطن".