أضحت اليوم مواقع التواصل الاجتماعي إحدى وسائل المحاربة والمساعدة للقضاء على الجرائم والفساد وغيره كوسائل التهريب وترويج المخدرات وغيرها، حيث أصبح مستخدمو تلك المواقع يرون أن عليهم واجبا اجتماعيا للقضاء على كل ما يسبب لهم المشاكل. هذا الأمر أكده وبحسب وكالة الأنباء الألمانية مجموعة من نشطاء الإنترنت في المكسيك الذين اتخذوا من مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة الدولية وسيلة لمكافحة أنشطة الجريمة المنظمة في بلادهم. حيث أسس هؤلاء النشطاء قبل عام صفحة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي تحمل اسم ''الشجاعة لولاية تاماوليباس'' كما أنشأوا حسابا على موقع تويتر للتواصل عبر الرسائل النصية القصيرة يسمى ''تاماوليباس الشجاعة'' بغرض مهاجمة مصالح رجال الجريمة المنظمة في ولاية تاماوليباس الحدودية شمال شرقي المكسيك. ورصدت عصابات الجريمة المنظمة من جانبها مكافآت لكل من يدلي بمعلومات تساعدها في الوصول لهذه المجموعة التي تستغل شبكات التواصل الاجتماعي كوسيلة لفضح الجرائم التي ترتكبها هذه العصابات والتنديد بها. ويقول هؤلاء النشطاء عبر موقع فيسبوك ''لقد أصبحت المسألة بالنسبة لنا بمثابة سباق ضد عقارب الساعة ونحن نعرف أننا لن نفوز في هذا السباق فلا بد أن يحدث شيء ما يرقى إلى حد المعجزة حتى تفقد الجريمة المنظمة القوة التي تتمتع بها ولا توجد إرادة شعبية ولا دولية لإنهاء هذا السرطان''. وظهرت قبل عدة أيام في بلدة ''سيوداد فيكتوريا'' ملصقات دعائية تعرض 600 ألف بيزو (48 ألف دولار) لكل من يكشف هوية هؤلاء النشطاء ''أو أحد أقاربهم المباشرين سواء كانوا آباءهم أو أشقاءهم أو أبناءهم أو زوجاتهم''. وليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها نشطاء الإنترنت في المكسيك للتهديد حيث قام شخص يشتبه بأنه عضو في عصابة تسمى ''جالف'' في الماضي بإنشاء صفحة على موقع فيسبوك تحمل اسم ''أنتيفالور بور تاماوليباس'' أي ''ضد صفحة - الشجاعة لولاية تاماوليباس'' بهدف مهاجمة هؤلاء النشطاء.