تخيل أنك تعمل في مركز للأبحاث العلمية يقع في مكان ما بالقارة القطبية الجنوبية، وفجأة بدأت تشعر بتوعك قد ينبئ بمرض عضال نزل بك، وفي هكذا حالة ربما يكون أقرب طبيب مختص يمكنه أن يشخص الحالة التي تمر بها، أو مشفى يمكنك اللجوء إليه على بعد أيام منك إن لم يكن أسبوعاً، هذا إذا افترضنا أنك تملك الجلَد والطاقة الكافيين وقتها للانتظار، وذلك هو السيناريو الذي حدث مع الدكتورة جيري لين نيلسن عام 1999، حينما كانت في مهمة عمل في القطب الجنوبي، حيث تعرضت لهذا الموقف تحديدا، فقد اكتشفت وجود ورم في صدرها، وانتهى بها المطاف لتقوم بإجراء عملية جراحية لنفسها، لتأخذ عينة من الورم لمعرفة إذا كانت قد أصيبت بالسرطان أم لا؟.. هذا ما رواه الدكتور فراس سمورة أستاذ مساعد في هندسة النظم الدقيقة، بمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، وبصفته باحثا ومتخصصا في النظم الدقيقة، فهو على اطلاع ومتابعة لما يجري، في كثير من المناطق بالعالم، وهو يقول: رغم ما حدث فعلينا أن نتخيل الأمر من من منظور آخر، يتمثل في قيام الدكتورة جيري نيلسن باستخدام هاتف ذكي، ومررته على بشرتها لالتقاط صورة ثلاثية الأبعاد بالموجات فوق الصوتية، ثم قامت بإرسال هذه الصورة عبر هاتفها المتحرك إلى طبيبها لتشخيص حالتها المرضية، وينصحها بما يتوجب عليها القيام به، ففي هذه الحالة، كم من الوقت والألم تكون قد وفرت على نفسها، دون أن تتحمل عناء أخذ العينة من الورم الذي ظهر فجأة على بشرتها دون سابق إنذار، مضيفا د. سمورة: لقد كان على الدكتورة جيري تدبير أمورها بنفسها بدون تلك التقنية، ولكن فريقا من الباحثين في معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأميركية، يبذلون الكثير من الجهد لكي تصبح هذه التقنية حقيقة ملموسة في المستقبل القريب. ويضيف سمورة: من المعروف أن حجم أجهزة الموجات فوق الصوتية كبير إلى حد ما، وهي تستخدم حاليا لمساعدة الأطباء في تكوين فكرة عن حالة أعضاء المريض، والعضلات والأنسجة الرخوة الأخرى من الجسم، كما يستخدم الأطباء هذه الأجهزة لفحص ومتابعة حالة الحمل لدى النساء، ففي حين تعتمد معايير المفاضلة بين أجهزة تقنيات الموجات فوق الصوتية المحمولة المتوفرة على التكلفة والفعالية والأمان، فإننا نهدف من أبحاثنا هذه إلى تصميم جهاز محمول للموجات فوق الصوتية، يمكن استخدامه في أي مكان بسهولة وبسرعة وأمان، للمساعدة على سرعة تشخيص الأمراض وإنقاذ الأرواح.