الموقع الذي خصصته مؤسسة (مارس وان) لعلوم الفضاء بات مُعبئا بآلاف الطلبات للمتقدمين لرحلة السفر بلا عودة لكوكب مريخ، فبعد الفرصة التي أتاحتها المؤسسة لاختيار أربعة فقط من المتقدمين من أصل 80 ألف متطوع حتى الآن، بحسب موقع مارس وان، للسفر إلى المريخ شريطة "اللا عودة " قد تعد انتحارا ومغامرة غير محسوبة العواقب. الرحلة التي ستنفق عليها المؤسسة قرابة 6 مليارات يورو لتوفير سبل العيش والاستمرار على الكوكب لفترة طويلة جدا قد تكون شيقة ومبررة لعدد من المتقدمين الذين رأوا في رحلة "اللا عودة" سبيلا للخلاص من عذابات كوكب الأرض. "مقداد" من العراق 24 عاماً، أحد المتقدمين للمسابقة، والذى عانت بلاده ويلات الحروب والفتن الطائفية يقول: إنها مغامرة فى حد ذاتها وفرصة لخلق حياة خالية من الحروب والعنف، فبلادى التى شهدت حروبا وإبادات وظلما لطوائف دينية على حساب الأخرى لم تعد تختلف كثيرا عن باقى دول العالم الغارقة فى المآسى بسبب نوايا الحكومات وخططها الظالمة.. أنا استعد لبناء حياة جديدة خالية من الأنظمة الظالمة والحكومات المتعالية وآمل أن أحصل على ذلك على كوكب المريخ. أما دانيال من الولايات المتحدة فيقول إنه يحب الحياة والمغامرة ويكره ما اصطلح عليه البشر من كذب وعنصرية إنه يأبى منطق القوة والجبروت الذى يسيطر على الإنسان ويأمل فى حياة بديلة خالية من التطرف والظلم بسبب الحكومات والبشر. ويقول "على" من العراق 24 عاما، إنه يقدس العلم ويعى أهمية وضع لبنة فى سبيل تطور العلم والمعرفة البشرية، ويؤكد: أنا فخور أن أكون أحد هذه اللبنات التى تضاف إلى حصيلة العلماء للتعرف على كوكب المريخ وإمكانية الحياة البشرية عليه. فيما يوضح "كانكات" من تركيا (22( عاما، والذى يدرس علوم الفضاء فى جامعة أنقرة قائلا: آمل فى أن أرى نفسى أشجع مغامر فى العالم، يمكننى التحلى بضبط النفس والهدوء تحت أسوأ الظروف، أنا لا أعتبر هذه الرحلة ذهابا إلى كوكب المريخ بل اعتبرها بمثابة عودة إلى دارى. أما نيكولا من الولايات المتحدة، 68 عاما، فيقول إنه صانع أفلام تسجيلية مستقل ومصور وكاتب روايات ومهتم منذ طفولته بروايات الخيال العلمى ويود عمل الأفلام وتأليف روايات الخيال العلمى من المريخ. "ميت" من الهند "21 " عاما يقول إنه من المفترض أن ينضم إلى الجيش الهندى، لكنه لا يريد أن يعيش حياة الجيش ولا الاستعداد للحروب وقتل البشر، هو يأمل فى حياة تقوم على السلامية ويأمل أن يكون لبنة فى بناء طموحات العلماء للعيش على كوكب لم يعرف الحروب والعنف بعد. ويبين نيكولاس من فرنسا 36 عاما، أن أول رائد فضاء للمريخ كان "كلبا" ثم بعد ذلك تولى "القرد" مهمة رائد فضاء، وعلى الإنسان أن يتجاسر ويتولى مهمة اكتشاف المريخ والعيش عليه وأعتقد أن المريخ بحاجة إلى مساحين وعمال مهرة وأنا مستعد للقيام بهذه المهمة. أما كارل من السويد 36 عاما فيقول "أنا منبهر بالكون الفسيح الواسع أمامنا ككتاب شيق ملىء بالعجائب، جدير بنا نحن البشر أن نتولى مهمة هذا الاكتشاف للنهاية بحثا عن إجابات جديدة وعوالم جديدة "بِكر" ومدهشة.