«لم أصدّق أُذني عندما نطقت لجنة التحيكم باسمي وعنوان مشروعي ليفوز بالجائزة». بهذه الكلمات وَصَفَت عزّة فيّاض، وهي طالبة مصرية فازت بجائزة الاتحاد الأوروبي للعلماء الشباب في دورتها الـ23. أُعطِيَتْ الجائزة في احتفال نظّمه سفير الاتحاد في مصر جيمس موران، أخيراً، بحضور نخبة من الباحثين المصريين الشباب وقيادات وزارة الدولة المصرية للبحث العلمي، تكريماً للتعاون المصري الأوروربي في دعم الباحثين ومشاريعهم. مخلّفات البلاستيك وقوداً «إنتاج الـ «إيثانول» Ethanol عن طريق تكسير مُخلّفات البلاستيك المحتوية على مادة الـ «بولي إيثايلين»، هو عنوان مشروع بحث فيّاض (17 عاماً)، واعتبرته تكليلاً لشغفها الدائم بالعلوم منذ صغرها. في البداية، أرادت المشاركة في مسابقة عالمية تثري فضولها لاستكشاف العالم الخارجي، وسرعان ما تحول الفضول إلى سعي لإنجاز مشروع يخدم مصر. ومع وجود قرابة مليون طن سنوياً من مخلفات البلاستيك في مصر، عملت عزّة تجارب بمساعدة «معهد بحوث البترول» لتحويل هذه المخلفات مواد أوليّة للوقود، باستخدام مُحَفّز وهو «بنتونيت الكالسيوم» الذي يساعد في تحفيز هذه المخلّفات لتنتج غازات البروبان والميثان والإيثان، بهدف تحويلها إلى «إيثانول»، وهو من أنواع الوقود الحيوي «بيوفيويل» Bio Fuel. تعمل فيّاض حالياً على دراسة الجدوى الاقتصادية لمشروعها تمهيداً لتطبيقه على نطاق واسع. وحرصت حفلة سفير الاتحاد الأوروربي على عرض نماذج لمشاريع لباحثين شباب نجحت في الحصول على دعم الاتحاد. وفي المناسبة، أشار الدكتور هيثم حمزة، مدير البحث والتطوير في مشروع «إي داتا» التكنولوجي، إلى أن المجتمع المصري يعاني من نقص الخبرات والتقنيات المعرفية. ويعمل «إي داتا» على بناء قدرات الشركات في مجال التكنولوجيا المتقدمة بهدف بناء مجتمعات المعرفة. وتطرق حمزة إلى بداية تطبيق «إي داتا» في العام المقبل على نطاق أربع شركات، ثم يتوسّع بعدها بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، بهدف توطين التكنولوجيا المتقدّمة في مجموعة من الشركات المصرية. وأوضح حمزة أيضاً أن المشروع عينه يساهم في حل أزمة الكهرباء في مصر، عبر وضع لوحات ذكيّة للتحكّم بالكهرباء، تقدر على التعرّف على الأماكن المختلفة، وتفصل التيار عنها بشكل مبرمج، ما يُجنّب قطع التيار عن المستشفيات والأماكن الحيوية، مع التساوي في المُدَدْ الزمنية لقطع التيار. وأشار حمزة إلى أن التكنولوجيا الذكيّة تسعى للارتقاء باستعدادات المواطن.