رقائق الذاكرة الموجودة داخل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الشخصي ربما لا تكون مرئية من قبل المستهلكين، لكن هذا الدور الخفي لا يعكس أهميتها الحقيقية. فهي مهمة تماماً إلى درجة أن شركات تصنيع الرقائق قضت سنوات في منافسة شرسة على الأسعار أدت إلى بعثرة اللاعبين الضعاف على جانبي الطريق. وبقيت حفنة من كبار شركات التصنيع في الساحة، وهي تعتزم الآن تقليص التوسع في قدرتها الإنتاجية – وهو قرار يحمل مضامين مزعجة بالنسبة لبعض الزبائن في صناعة الهواتف الذكية التي تتمتع بإمدادات وافرة من رقائق الذاكرة بتكلفة متدنية. المجال التنافسي في الشكلين الرئيسيين من أشكال الذاكرة – وهما "دي رام" D-Ram و"ناند فلاش" Nand Flash – تقلص بصورة عجيبة في السنوات الخمس الماضية. فقط ثلاث شركات، هي سامسونج للإلكترونيات، وإس كيه هاينِكس، ومايكرون، تمتلك الآن أكثر من 90 في المائة من سوق "دي رام"، حسبما يقول محللون في شركة بيرنشتاين. ونحو 100 في المائة من سوق "ناند" مقسومة بين الشركات المهيمنة في "دي رام" وإنتل وتوشيبا وسان ديسك. ويقول أفريل وو، وهو محلل في شركة الاستشارات "دي رام إكستشينج": "تتخذ الصناعة شكل مجموعة صغيرة مهيمنة على السوق. هناك عدد أقل من الموردين يتحكمون في الكميات المتاحة". وتعزيز واندماج جهود شركات التصنيع كان إلى حد ما نتيجة للتوسع النشط في الطاقة الإنتاجية خلال السنوات القليلة الماضية. وأدى هذا إلى إغراق السوق برقائق الذاكرة، ما دفع بالأسعار إلى أدنى وقضى على شركات التصنيع الضعيفة – خصوصاً إلبيدا اليابانية، التي استحوذت عليها مايكرون في السنة الماضية. لكن الشركات التي ظلت صامدة عكست المسار بصورة عجيبة. ولا يتوقع المحللون أن تضاف هذا العام أي طاقة إنتاجية جديدة لرقائق الذاكرة. ومن المتوقع أن تنتشر آثار هذا القيد إلى الأسعار. فهناك تصاعد في الطلب على الرغم من تراجع سوق الكمبيوتر الشخصي، وذلك بفضل النمو في الهواتف الذكية التي تتمتع بقدرات متزايدة من حيث الذاكرة. وفي العادة يحدث تراجع سنوي في سعر كمية معينة من ذاكرة دي رام – التي ينظر إليها في صناعة أشباه الموصلات على أنها "سلعة" بسيطة نسبياً. لكن معدل التراجع في ثماني فئات من "دي رام" التي تستخدم في أجهزة الجوال سيهبط إلى 23.9 في المائة هذا العام، بعد أن كان 38.8 في المائة في السنة الماضية، كما تشير أبحاث من "دي رام إكستشينج".