حذّرت أجهزة الأمن البريطانية، جامعات بلادها، من الهجمات السيبيرية (الإلكترونية) التي قالت إن قوى أجنبية تشنها سعياً لتصيد الملكية الفكرية في حدود العلم والتكنولوجيا، ودعتها لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية أنظمتها على الانترنت من القرصنة. وقالت صحيفة "فايننشال تايمز"، اليوم الخميس، إن مدير جهاز الأمن الداخلي البريطاني المنتهية ولايته، جوناثن إيفانز، قام باطلاع ادارات الجامعات البريطانية على تهديد الهجمات الالكترونية، في حين تستعد هيئة جامعات المملكة المتحدة، التي تمثل الجامعات البريطانية، لإصدار دليل حول طرق درء خطر جرائم الإنترنت. واضافت أن قادة الأجهزة الأمنية البريطانية يعتقدون أن الهجمات السيبيرية التي ترعاها دول مثل الصين، وروسيا، سعياً وراء الحصول على أسرار صناعية وتجارية وعلمية وتقنية من الشركات والجامعات البريطانية تزداد تطوراً، وتقدّر الحكومة البريطانية حجم الخسائر الناجمة عن جرائم الإنترنت بحدود 27 مليار جنيه استرليني سنوياً. واشارت الصحيفة إلى أن الجامعات البريطانية تم تحديدها الآن على أنها أهداف واضحة للهجمات السيبيرية لامتلاك أنظمتها الإلكترونية معلومات عن أحدث الأبحاث الرائدة على الصعيد العالمي. ونسبت إلى رئيس هيئة جامعات المملكة المتحدة ونائب عميد جامعة بريستول، البروفسور إيريك توماس، قوله "إن المؤسسات الأكاديمية البريطانية تواجه تهديد الهجمات السيبيرية بسبب ملكيتها الفكرية، والتي تسعى الكثير من الدول الأجنبية غير الصديقة للحصول عليها من خلال القرصنة". وأضاف توماس "نقوم حالياً بلفت انتباه الجامعات البريطانية لهذه المسائل، وحذّرناها من خطر التعرض لهجمات الكترونية تستهدف معلوماتها الحساسة، وطلبنا منها أن تكون في حالة تأهب قصوى للرد عليها". وكشفت فايننشال تايمز، أن أكاديمياً بريطانياً بارزاً، لم تكشف عن هويته، يعمل في جامعة بريطانية معروفة تعرض لعملية قرصنة خلال زيارة خارجية تم خلالها نسخ محتويات حاسوبه الشخصي، مشيرة إلى أن وحدة أبحاث المناخ بجامعة، إيست أنغليا، كانت تعرضت لهجوم سيبيري تم خلاله اختراق بريدها الإلكتروني قبل أسابيع من قمة كوبنهاغن حول التغير المناخي عام 2009، في محاولة لتقويض البحوث الأكاديمية حول هذا الموضوع. وكان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، اعلن هذا الأسبوع عن انشاء مركز لأمن الفضاء الإلكتروني في بريطانيا للتعامل مع الهجمات السيبيرية.