أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة "مايكروسوفت ريسيرتش"، أن مستخدمي موقع "فيسبوك" يبوحون بأسرارهم الحميمة، بما في ذلك معتقداتهم السياسية والدينية، من دون قصد، بمجرد الضغط على زر "أعجبني".وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية، في تقرير نشرته أخيراً، إن الدراسة، التي شملت 58 ألف مستخدم لموقع "فيسبوك" في أميركا، وجدت أنه يمكن استنتاج السمات الشخصية الحساسة للأشخاص بدقة من المعلومات التي يبثونها على الموقع.  وتمكن الباحثون من استنتاج عرق المستخدم أو معدل ذكائه أو شخصيته أو آرائه السياسية باستخدام الموضوعات والأشياء التي أبدى إعجابه بها في "فيسبوك" فقط، حتى لو كان قد اختار عدم الكشف عن تلك المعلومات. وقال ميشال كوسينسكي، وهو أحد الأكاديميين الذين أجروا هذه الدراسة، إنه يعتقد أن هذه النتائج سوف تفزع مستخدمي "فيسبوك"، ودعا السياسيين إلى القيام بتدخل تنظيمي. كما حذر من أن بعض المعلومات، مثل المعتقدات الدينية، يمكن أن تشكل تهديداً لسلامة مستخدمي الإنترنت إذا ما وقعت في الأيدي الخطأ. وقال: "إذا كنت تسأل عن الحكومات، فإنني لست واثقاً من أن الناس يريدون لها أن تعرف أموراً مثل معتقداتهم الدينية، لا سيما في الدول الأقل سلمية أو غير الليبرالية".  واستخدم الباحثون برنامجاً كمبيوترياً للتنبؤ بالسمات الشخصية، ولكنهم أشاروا إلى إمكانية جمع المعلومات نفسها من قبل أي شخص تلقى تدريباً في مجال تحليل البيانات. وقد تمكنوا من استنتاج معلومات "دقيقة على نحو مفاجئ"عن المستخدمين من خلال جمع أعداد كبيرة من الأشياء التي أبدوا إعجابهم بها، مثل البرامج التلفزيونية والأفلام.  وقال كوسينسكي: "آمل أن يغير مستخدمو الإنترنت أسلوبهم، ويختاروا منتجات وخدمات تحترم خصوصيتهم" وأضاف: "إن الشركات، مثل مايكروسوفت وفيسبوك، تعتمد على المستخدمين المستعدين لاستخدام خدماتها، ولكن هذا الأمر محدود عندما يتعلق الأمر بفيسبوك، نظراً لأن مليار شخص يستخدمونه".