رصد علماء وجود نيوترينوات غنية بالطاقة في جليد المحيط القطبي الجنوبي المتجمد، وذلك باستخدام أكبر كاشف للجسيمات عرفه العالم حتى الآن. وهذه هي المرة الأولى، التي يعثر فيها العلماء على مثل هذه الجسيمات الأولية التي تعود لأعماق الفضاء الكوني. والنيوترينوات، هي جسيمات أولية شبه عديمة الكتلة، وهي حاملات فريدة لأحداث الكون ذات الطاقة الهائلة. وفي إشارة لهذا الإنجاز العلمي، قال فرانسيس هالزن، مدير المشروع العلمي في جامعة ويسكونسن ماديسون الأمريكية، في مجلة "ساينس" التي تنشر، اليوم الخميس، "هذا هو أول دليل على وجود نيوترينوات غنية ذات طاقة عالية قادمة من الجهة الأخرى لنظامنا الشمسي". وبلغ العدد الإجمالي، لهذه النيوترينوات 28 جسيما أوليا تمتلك طاقة فوق مستوى 30 تيرا إلكترون فولت "تي إي في"، وتم رصدها باستخدام كاشف الجسيمات "أيس كيوب"، أكبر كاشف من نوعه في العالم، وهو مثبت في القطب الجنوبي. ويتكون الفريق الدولي للباحثين المشاركين، في مشروع كاشف الجسيمات أيس كيوب من 260 باحثا، منهم باحثون من عدة جامعات ألمانية ومن مركز "ديزي" الألماني للأبحاث الفيزيائية في هامبورج. واكتشفت النيوترينوات القادمة من الفضاء الكوني، لدى انفجار المستعر الأعظم "سوبر نوفا" 1987 ايه، "ولكن هذه النيوترينوات التي رصدها أيس كيوب تمتلك طاقات تفوق النيوترينوات التي انطلقت من المستعر الأعظم 1987 ايه بملايين المرات"، حسبما أوضح ماركوس أكرمان، رئيس فريق الباحثين المعني بالنيوترينوات الفلكية بمشروع ديزي اليوم، في برلين.