الرياض - العرب اليوم
كشف رئيس الجمعية الفلكية في جدة المهندس ماجد أبوزاهرة، أنه يُرصد في سماء السعودية والوطن العربي وصول كوكب المشتري عملاق نظامنا الشمسي بعد غد الاثنين إلى حالة التقابل ويكون قرصة مضاء بالكامل بنور الشمس وفي قمة لمعانه مقارنة بأي وقت آخر هذه السنة، وبعد يومين في 12 يونيو سيكون في أقرب نقطة من الأرض.
وأوضح رئيس الجمعية، "ظاهرة تقابل المشتري تحدث سنوياً وتمثل منتصف أفضل وقت لرؤية وتصوير المشتري وأقماره خلال العام، فعند استخدام المنظار الثنائي العينية مثبت على حامل يمكن رؤية قرص الكوكب وأقماره الأربعة الكبيرة؛ حيث ستظهر كنقاط ضوئية على جانبي المشتري".
وأضاف، "تحدث ظاهرة التقابل عندما يقابل المشتري الشمس في قبة السماء، وهي ظاهرة تحدث مرة كل 13 شهراً وهي الفترة التي تستغرقها الكرة الأرضية لتقوم بدورة كاملة حول الشمس بالنسبة لكوكب المشتري، وتكون النتيجة أن تقابل المشتري يحدث متأخراً بحوالي الشهر كل سنة، ففي العام الماضي 2018 حدث تقابل المشتري في 9 مايو وفي العام المقبل 2020 سيحدث في 14 يوليو".
وتابع، "في الوقت الحالي يمكن رؤية المشتري في أي وقت من الليل؛ حيث يرصد كنقطة بيضاء ساطعة للعين المجردة بالأفق الجنوبي الشرقي بداية الليل وعند منتصف الليل يرصد باتجاه الأفق الجنوبي، وفي الفجر يقع منخفضاً باتجاه الأفق الغربي وهذه الحركة الظاهرية للكوكب في السماء نتيجة لدوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق".
وبين، "في هذا التقابل سيقع المشتري بالقرب من النجم الأحمر "قلب العقرب" أحد نجوم المرتبة الأولى إلا أن المشتري سيفوقه لمعانا بنحو 30 مرة، وسيقع الكوكب على مسافة 4.284 وحدة فلكية (640,877,278 مليون كيلومتر)، من كوكبنا وسيبلغ قطر قرصه 46 ثانية قوسية، ويبلغ لمعانه الظاهري -2.6".
وأردف، "عند رصد كوكب المشتري من خلال التلسكوب سيلاحظ أن غلافه الجوي ينقسم إلى عدة معالم واضحة تشمل أحزمة ملونة منتظمة بالتوازي مع خط استواء الكوكب، هذه الأحزمة تكونت من خلال الاختلافات في عتمة الغيوم نتيجة امتلاكها كميات متفاوتة من الأمونيا المتجمد، فالأحزمة البراقة فيها تركيز أعلى من الأحزمة الداكنة، ولذلك التركيز يحافظ على تلك الأحزمة منفصلة من خلال الرياح السريعة التي تصل سرعتها إلى ما يزيد على 650 كيلومتر بالساعة".
واستطرد، "يعتبر أكثر الأشكال المميزة التي ترصد على المشتري هي العاصفة الضخمة والتي تسمى البقعة الحمراء العظيمة وهي كبيرة كفاية لتسقط بداخلها كوكباً بحجم كوكبنا، وتظهر الصور الأخيرة أن تلك العاصفة الضخمة والتي تعصف على المشتري على الأقل منذ 150 سنة يتقلص حجمها بشكل مستمر والسبب غير معروف".
وأوضح، "يطلق على كوكب المشتري في بعض الأحيان تسمية (النجم العاجز) لأنه يمتلك مكونات النجوم ولكن حتى تحدث فيه تفاعلات حرارية نووية يجب دمج 80 كوكباً مثل المشتري على الأقل ليصبح ضخماً كفاية ليشتعل مثل النجوم؛ لذلك بعد غروب الشمس خلال ليالي شهر يونيو يمكن أن نتخيل المشتري البراق كشمس صغيرة طوال الليل".
واختتم، "خلال الأسابيع بعد التقابل سيصل كوكب المشتري إلى أعلى نقطة في السماء مبكراً بأربع دقائق كل ليلة، وسيبقى الكوكب مرئياً في سماء المساء لبضعة أشهر مقبلة".
وقد يهمك أيضاً :