شن عدد من حكومات العالم حملة شرسة على الشركات متعددة الجنسيات بسبب التهرب الضريبى، والتلاعب على القواعد والقوانين الخاصة بكل دولة، وكان محرك البحث العملاق "جوجل" على رأس تلك الشركات. ودخلت العديد من الدول الأوروبية فى صراعات شرسة لمطالبة جوجل دفع الضرائب نظير أرباحها من السوق الأوروبى، واستهداف المواطنين من إعلاناتها على الإنترنت، وللتهرب من دفع مبالغ باهظة للضرائب فى الدول الأوروبية لجأت لنقل مقرها الرئيسى إلى أيرلندا، وهى إحدى دول الملاذات الضريبية التى تفرض ضرائبا بنسبة منخفضة جدًا على الإيرادات التى تحققها الشركات العاملة على أرضها، وعن الأرباح المتحققة من عملياتها بالخارج أيضًا. فى فبراير الماضى طالبت فرنسا جوجل بمبلغ 1.79 مليار دولار فى شكل ضرائب متأخرة على الشركة، ما أدى إلى مداهمة السلطات الفرنسية مقر الشركة فى باريس شهر مايو الماضى، لاشتباه فى تهرب عملاق البحث العالمى من دفع الضرائب، وبالفعل عثروا على العديد من المستندات والبيانات التى تدين الشركة الأمريكية، وصرح المدعى العام المالى الفرنسى "أليان هولتير" إن تحليل البيانات التى حصل عليها المحققون فى اقتحام مقر شركة جوجل فى باريس قد يستغرق سنوات للحصول على بيانات ومعلومات تفيد فى القضية. بريطانيا تغرم جوجل 130 مليون جنيه استرلينى لضرائب 2005 و186 مليون دولار ضرائب متأخرة توصل عملاق التكنولوجيا جوجل إلى اتفاق مع هيئة الضرائب البريطانية فى شهر يناير الماضى، ينص على أن تدفع الشركة 130 مليون جنيه استرلينى من الضرائب المتأخرة، وقالت الشركة إن هذا المبلغ يغطى مدفوعات تعود إلى عام 2005، وأضافت أنها ستقوم الآن بدفع ضريبة على أساس الإيرادات الخاصة بالمعلنين من المملكة المتحدة، كما عقدت جوجل صفقة مع الحكومة البريطانية تلزمها بدفع 186 مليون دولار كضرائب متأخرة. وبعد الهجوم من قبل الحكومة لبريطانية لجوجل بشأن دفع الضرائب، طالبت إيطاليا جوجل بدفع ما يقرب 248 مليون دولار من الضرائب المتأخرة، كما أصدرت شرطة الضرائب الإيطالية تقريرا فى يناير الماضى قالت إن جوجل تهربت من دفع الضرائب فى الفترة بين 2009-2013، وتم تقديرها بهذا المبلغ، وأشار التقرير إلى أن شركة جوجل دفعت فى عام 2014 للضرائب الإيطالية مبلغ 2.2 مليون يورو عن إيرادات بلغت 54.4 مليون يورو، وبعد بعض التحقيقات التى أجرتها هيئة الاتصالات فى إيطاليا، فهناك مزاعم تقول إن جوجل حققت إيرادات فى إيطاليا أكثر من ذلك بحوالى 10 أضعاف، وإذا صح ذلك ستكون جوجل ملزمة بدفع الملايين للحكومة الإيطالية. السلطات الإسبانية تداهم مقر جوجل فى مدريد بسبب الضرائب السلطات الإسبانية داهمت مكاتب شركة جوجل فى مدريد أواخر الشهر الماضى، فى إطار تحقيق يتعلق بسداد الضرائب فى الوقت الذى قالت فيه الشركة الشهيرة إنها تتعاون مع السلطات. وفى السياق ذاته شن الاتحاد الأوروبى الحرب على شركة جوجل بسبب التطبيقات المثبتة مسبقا على هواتف أندرويد، مما دفعها لإجراء تحقيق لمعرفة مدى استغلال جوجل لمكانتها فى عالم الهواتف الذكية بفضل امتلاكها لنظام أندرويد، لتضييق الخناق على المنافسين، وفى حالة إثبات استغلال جوجل لنظام أندرويد، فسيتم فرض غرامة تصل إلى 10% من المبيعات السنوية لعملاق محركات البحث، وهو ما يعنى أنها ستدفع حوالى 7.45 مليون دولار بسبب وصول أرباحها إلى 74.5 مليار دولار خلال العام الماضى.