ناقش مؤتمر "عزز تواصلك..واحترم الآخرين" الذي نظمه المجلس الاعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع جامعة قطر ومركز مناظرات قطر موضوع "الإبحار الآمن" وهو استخدام شبكة الانترنت وما تضمه من مواقع تواصل اجتماعي ودردشة بطريقة تحفظ امن معلومات المستخدم. وحضر المؤتمر نحو 500 طالب من طلاب المدارس الاعدادية والثانوية والجامعة. ودعا المشاركون في المؤتمر من مسؤولين وأصحاب تجارب مع شبكة الانترنت الى ضرورة توخي الحذر تجاه المعلومات الشخصية والقضايا الأمنية. وجاء انعقاد المؤتمر بمناسبة اليوم العالمي الانترنت الذي تتجدد فيه الدعوة الى الاستخدام الآمن. وبدأت فكرة الاحتفال بيوم عالمي لإنترنت أكثر أمانا، الذي يصادف الخامس من شهر فبراير من كل عام كمشروع في الاتحاد الأوربي عام 2004، وقد تم تفعيل هذا اليوم عام 2005 وأصبح عدد الدول التي تشارك وتحتفل بهذا اليوم أكثر من 90 دولة من مختلف أنحاء العالم. وقالت فاطمة النعيمي رئيس قسم السلامة على الإنترنت بالمجلس الاعلى للاتصالات بمناسبة افتتاح المؤتمر ان المجلس يسعى لمشاركة العالم التفاعل مع اليوم العالمي لإنترنت أكثر أمانا بتنظيم فعالية اليوم بالتعاون مع جامعة قطر ومركز مناظرات قطر، وذلك في إطار نشر الثقافة والتوعية الرائدة للتغلب على التحديات والمشكلات التي تعترض البعض أثناء تعاملهم مع الانترنت، والتشجيع على استخدام الموارد التقنية بصورة سليمة وآمنة حيث أن الاتساع المترامي لشبكة الإنترنت صاحبه بروز ظواهر سلبية بين مرتادي الشبكة، وظهور جوانب تستلزم منا أخذ الحيطة والحذر من بعض التهديدات والمخاطر، وذلك لحماية أنفسنا من التأثيرات المجهولة عبر هذا العالم الإلكتروني الهائل". وأضافت "إن الاستخدام السليم والآمن يكتمل من خلال معالجة فعّالة ومتبادلة عن طريق التعاون والتضافر بين جميع فئات المجتمع، لمصلحة إذكاء الوعي المعلوماتي لجميع الشرائح تربوياً وتقنياً واجتماعيا". وخلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تطرقت دكتورة بنه بوزبون الاخصائية النفسية والتربوية إلى التحديات التي تواجه الشباب والمراهقين في الفضاء الرقمي والمخاطر والعواقب النفسية والاجتماعية الناتجة من الاستخدام السيئ لتقنيات التواصل عبر شبكة الإنترنت، فضلا عن المسؤوليات والواجبات أثناء التعامل مع الآخرين عبر الشبكة والقواعد الواجب احترامها والتقيد بها أثناء التواصل الكترونيا. ووجهت الدكتورة بنه الشباب إلى "التصرف بمسؤولية حين القيام بنشر صورة ما أو التعليق على مشاركة أشخاص آخرين، فما ينشر لا يمكن استعادته أو محوه كما قد يظن البعض. كما لا يجوز انتهاك خصوصيات الأصدقاء أو المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي بنشر صورهم أو أفلام خاصة بهم دون إذن واضح منهم، فقد يضر ذلك بسمعة المشاركين في مواقع التواصل وقد يؤثر على شخصية الأفراد في مستقبلهم الاجتماعي والوظيفي". وقدمت الدكتورة بنه مجموعة من الارشادات العملية والموجهة مباشرة للشباب والمراهقين ليقوموا بدورهم بالتصرف السليم للمحافظة على سلامتهم، ناصحة الشباب والمراهقين بالتأكد من إعدادات الخصوصية والأمن في مواقع التواصل الاجتماعي وعدم إضافة أي شخص أو حساب لا يعرفون صاحبه بصورة مباشرة وعلى درجة من الثقة، كما ركزت على "أهمية احترام آراء ووجهات نظر الآخرين أثناء النقاش أو الحوار حول أحد الموضوعات أو التعليق على مشاركات وآراء خاصة". من جانبه قال صباح الكواري أحد طلاب جامعة قطر ومقدم برنامج بتلفزيون الريان: "لقد أصبح من المهم توعية مستخدمي شبكة الإنترنت بأهمية السلامة في فضاء العالم الرقمي، وبالتدابير الأساسية التي إذا تم بيانها بوضوح وتنفيذها بفهم، فإنها تعزز ثقة المستخدم في المحافظة على المعلومات الخاصة به، وحمايته من المخاطر المحيطة بعالم الإنترنت. واستخدام هذه الأداة العظيمة للتواصل وتبادل المعرفة والمعلومات". وأضاف الكواري: "نحن الشباب توجه لنا الكثير من المبادرات وحملات التوعوية ولكن على الجانب الآخر لا يصح ان نقف سلبيين، بل علينا نحن أيضًا مسؤوليات وتبعات، منها التعرف على أهم وأبرز القواعد للحماية والوقاية أثناء استخدام التكنولوجيا الحديثة، والمساهمة الفعالة والنشطة في مجالات توعية المجتمع بقواعد وأساسيات السلامة. فمن منا لا يعترف أن للتكنولوجيا أثرها البالغ في حياتنا، فلنجعل هذا التأثير تأثيراً إيجابياً بناءً. بل لنجعل التكنولوجيا وسيلتنا لرفعة بلادنا ونهضة أمتنا".