حذرت مستشارة اجتماعية من خطر الشائعات التي تُتناقل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مبينة أن تلك الشائعات تحظى باهتمام الرأي العام، وأنه يتم تقديمها للناس على أنها حقائق دون التيقن من مدى صحتها أو فبركتها. وأبانت أن الكثير من الشائعات أصبحت تأخذ مساحة كبيرة، مما يهدد بنية المجتمع وتماسكه، معتبرة الشائعة مرضا خطيرا يتطلب الوقوف ضده بحزم ووضوح في الفكر والرأي، موضحة أن بداية الحرب على الشائعة من خلال تجاهلها وعدم ترويجها وبثها بل رفضها والاعتماد على المصادر الرسمية فقط. وأكدت نورة آل الشيخ المستشارة الاجتماعية ومديرة مكتب الإشراف النسائي في منطقة مكة المكرمة، أنه من الضروري التصدي لهذه الآفة الاجتماعية الخطيرة ومواجهتها بشتى الوسائل والطرق، بهدف تحقيق مناعة وطنية لتفويت الفرصة على المغرضين لإيجاد أي ثغرة في جدار المجتمع يمكن أن ينفذوا منه وطالبت بترسيخ مفاهيم الانتماء والغيرة الوطنية لدى أبناء المجتمع وتعميقها وتضمينها المناهج التعليمية والممارسات الوظيفية لتحصين الرأي العام من خطر الإشاعة، مبينة أنه من المهم تنمية الحس الأمني عند المواطن ضد هذا الخطر من خلال التنشئة والتربية الوطنية وغرس الولاء الوطني في نفوس الناشئة. وأوضحت المستشارة الاجتماعية أن الأمن يرتبط ارتباطاً وثيقاً وجوهريا بالممارسات التربوية، فبقدر ما تغرس القيم الأخلاقية النبيلة في نفوس أفراد المجتمع بقدر ما يسود ذلك المجتمع الأمن والاطمئنان والاستقرار، معتبرة أن هذه الممارسات من أهم الضوابط الاجتماعية التي تحافظ على بناء المجتمع واستقراره. وشرحت أن النظام التربوي له وظيفة مهمة وحيوية في إيجاد حالة من التجانس في المجتمع من خلال ما يقوم به من نقل معايير وقيم مجتمعية من جيل إلى آخر، موضحة أنه من خلال العملية التربوية فإن أفراد المجتمع يتشربون القيم الاجتماعية الإيجابية التي تغرس في نفوسهم قيم الانتماء الوطني ومشاعر الوحدة الوطنية التي تخلق التماثل الاجتماعي الضروري للمحافظة على بقاء الأمن والاستقرار في المجتمع. وأشارت آل الشيخ إلى أن التربية الأمنية التي تسعى إلى تعليم وتعلم المفاهيم الأمنية والخبرات اللازمة للمواطنين مهمة جدا لتحقيق الأمن الوطني وحماية الموارد الطبيعية، مشددة على أهمية أن يتضمن المحتوى التربوي، ما يرفع من منسوب الحس الأمني لدى الفرد، ويعزز الانتماء إلى الوطن. وأضافت: "يعتمد الكثير من الناس على أخبار الإنترنت وهو مصدر غير موثوق، وكذلك الاعتماد على رسائل الجوال، وعلى الرغم من أن أغلب من يكتبون في الإنترنت بأسماء مستعارة ويبثون أخبارا غير دقيقة وربما كاذبة"، مبينة أن الجميع قد يتضرر من الشائعات. وحددت المستشارة الاجتماعية الحقد الدفين والرغبة في الإساءة كعوامل تحرك الأعداء في إطلاق الشائعات والأقاويل بهدف إثارة البلبلة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي الواسعة الانتشار بين الشباب لنشر الشائعة وترويجها، موضحة أنهم يستغلون قلة دراية وثقافة البعض فينشرونها ويصدقونها دون تثبت مما يؤثّر في الرأي العام بشكل كبير وعميق.