أجرى علماء من جامعة أوكسفورد البريطانية بحوثا ودراسات على تركيب نيازك من كوكب المريخ سقط على سطح الارض، اظهرت نتائجها ان الكوكب الاحمر كان ذا غلاف جوي غني بالاوكسجين قبل الارض بأكثر من مليار سنة. وادلى الباحث برنارد وود، بتصريحات الى صحيفة "ايرش تايمز" إن الفحوص التي اجريت على نيازك سقطت على سطح الارض ومن ثم قورنت النتائج بالمعطيات التي ارسلها عن صخور الكوكب المسبار "سبيريت" الذي اطلقته الى المريخ وكالة الفضاء الامريكية "ناسا"، وفقد الاتصال به عام 2010 . لقد اتضح ان المعادن على سطح المريخ تحتوي على النيكل بمقدار يعادل خمسة اضعاف مما في النيازك التي سقطت على الارض. هذا الاكتشاف جعل العلماء يفكرون فيما اذا كانت النيازك المريخية ناتجة عن النشاط البركاني أم لا. ويقول الباحث، "بالرغم من ان هذه الصخور وتلك ذات منشأ واحد، إلا ان تركيبها مختلف بعض الشيئ. فالمعطيات التي أرسلها المسبار تشير الى ان هذه الصخور تكونت في ظروف جوية غنية بالأوكسجين، وانها برزت على السطح نتيجة نشاط جيولوجي في الطبقات السفلى للكوكب التي ربما تحتوي على صخور واحجار اكثر تشكلت في فترة وجود الغلاف الاوكسجيني". واضاف الباحث، كما تبين ايضا بنتيجة البحث أن نماذج الصخور المريخية ذات عمر مختلف، وقال "ان النيازك من وجهة نظر جيولوجية، ذات عمر صغير نسبيا، حيث يتراوح عمرها بين 180 مليون سنة و1.4 مليار سنة، أما الصخور التي فحصها المسبار "سبيريت" فعمرها اكثر من 3.7 مليار سنة". وهناك احتمال كبير بان التركيب الجيولوجي للكوكب الاحمر يتغير بتغير المنطقة. إن سبب ذلك يعود الى اندساس المعادن في الطبقات الاعمق للقشرة بسبب حركة الصفائح التكتونية. استنادا الى نتائج هذه البحوث، يعتقد العلماء بان جو كوكب المريخ كان مشبعا بالاوكسجين في المراحل الاولى لنشوئه. فالمعادن الغنية بالاوكسجين نتيجة حركة الصفائح التكتونية توغلت في عمق القشرة اولا، ومن ثم طرحت ثانية الى السطح قبل 4 مليارات سنة. أما النيازك فكان مصيرها مختلفا، فعمرها اقل بعض الشيئ، وتكونت في عمق الكوكب الاحمر، لذلك لم يتأثر تركيبها بالظروف الجيولوجية والمناخية. ويقول برنارد وود "نحن نعتقد انه قبل 4 مليارات سنة تكون في المريخ غلاف جوي غني بالاوكسجين. ولقد حصل هذا قبل أن يتكون الغلاف الغازي حول كوكب الارض بـ 2.5 مليار سنة. وبما ان الكوكب اكتسب اللون الاحمر نتيجة اكسدة الصخور، فنعتقد انه كان دافئا ورطبا وجوه مشبعا بالاوكسجين".