التجسس الرقمي على "الإنترنت"

 كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية النقاب عن تطوير الولايات المتحدة شبكة "متداخلة" من أجل إحباط عمليات التجسس الرقمي على الإنترنت.
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته اليوم الاثنين على موقعها الإلكتروني - أن مجموعة من الأكاديميين والمهتمين بالكمبيوتر، كانت قد شاركت في انتفاضة عام 2011 في تونس التي أطاحت بحكومة استثمرت كثيرا في المراقبة الرقمية، ساعدت بلدتها - صيادة - لكي تصبح مختبرا لإيجاد بديل.
وأوضحت الصحيفة أن البديل يتمثل في شبكة محلية منفصلة مكونة من هوائيات مبرمجة بطريقة ذكية وتنتشر فوق أسطح المنازل.
وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية الأمريكية قدمت مبلغا ماليا قدره 8ر2 مليون دولار لفريق من قراصنة الكمبيوتر الأمريكيين والنشطاء وعباقرة البرمجيات لتطوير نظام يطلق عليه "الشبكات المتداخلة" كوسيلة لتمكين المعارضة في الخارج من التواصل بحرية وأمان أكثر مما يتوفر لهم إذا استخدموا الإنترنت المفتوح.
وأضافت الصحيفة أن أحد الأهداف هو بالتأكيد كوبا حيث تعهدت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتقديم 3ر4 مليون دولار لعمل تلك الشبكات هناك.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى قبل انطلاق عمل الشبكة بصيادة في شهر ديسمبر الماضي، أثبتت مشاريع تجريبية ممولة بشكل جزئي من قبل الخارجية الأمريكية أن الشبكة تخدم السكان بالأحياء الفقيرة في ديترويت وكوسيلة للإنقاذ الرقمي في جزء من منطقة بروكلين خلال الإعصار ساندي.
ولفتت الصحيفة إلى أنه منذ بدء مشروع "الشبكات المتداخلة" هذا قبل ثلاثة أعوام ، بات هدفه الرئيسي - ألا وهو إحباط جواسيس الحكومات - موضوعا محرجا بالنسبة لمسئولي الحكومة الأمريكية الذي يدعمون المشروع وبعض الخبراء الفنيين القائمين على تنفيذه.
ونوهت الصحيفة إلى أن السبب في ذلك يعود إلى أن الوثائق السرية التي سربها إدوارد سنودن المتعاقد السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكي تظهر الوكالة على أنها جهة تتجسس على الإنترنت العالمي بنظراء قليلين إن وجدوا، موضحة أن الولايات المتحدة تنظر إلى بلدة "صيادة" كاختبار للمفهوم قبل نشره في مناطق توجد بها رقابة أعلى.