برلين ـ وكالات
في معرض سيبت، أكبر معارض تكنولوجيا المعلومات في العالم، تم عرض الكثير من التقنيات والبرمجيات الجديدة، التي ميزتها هذا العام سهولة لاستخدام ودرجتها العالية من الأمان. الاقتصاد التبادلي وحرية نقل المعلومات والحوسبة السحابية والبيانات الكبيرة الحجم والإدارة الاجتماعية والإنترنت، مصطلحات تُسمع وتُقال في كل مكان من أرجاء معرض سيبت الدولي لتكنولوجيا المعلومات . ليس على الزائر أن يفهم معناها جميعاً، لكنه إذا تجول في قاعات المعرض الـ17 بهانوفر يشاهد الكثير من المنتجات، يعرف من خلالها إلى أين ستقودنا رحلتنا عبر العصر الرقمي. لكن على الأقل يبقى مؤكداً أن الشركات عرفت أنه ينبغي تبسيط الكثير من الجوانب في حياتنا وما يجب أن يأخذه البشر خلال رحلتهم عبر العالم الرقمي. جناح شركة SAP الألمانيةعلى سبيل المثال في جناح عملاق البرمجيات SAP يقف ثلاثة تلاميذ على المنصة. وخلال أسبوعين تمكن هؤلاء بواسطة أحدث برامج الشركة، التي تتخذ من فالدورف مقراً لها، من تطوير واجهة للهواتف الذكية، لنقل واستلام البيانات من الروبوت الذي صنعوه بأنفسهم. سعادة تبدو على وجه المدير المساعد لشركة SAP جيم هاغمان سنابه، ويقول: "من الطبيعي أن نحل المشاكل المعقدة، لكن يجب أن نبسط كل شيء". ففي النهاية يجب أن يأخذ المصممون في نظر الاعتبار أن هذه البرامج ليست للشركات الكبرى وخبراء تكنولوجيا المعلومات فقط، كما يقول سنابه في حوار مع DW، ويضيف: "يجب أن يكون إتقان التكنولوجيا الحديثة متاح لكل شخص. وهنا نتحمل مسؤولية كبيرة في تبسيطها. وهذا هو النهج الذي سلكناه". الأمر نفسه نشاهده في جناح مايكروسوفت، فهنا أيضاً يقف تلميذ ليعرض كيف يبرمج تطبيقين، التطبيق الأول لتمويل الصيدليات والثاني لإدارة كلمات السر. وكما يبدو فإن كل شيء في غاية البساطة، كما لو كان بإمكان كل من يملك معلومات أساسية عن الحاسوب المنزلي أن يقوم بذلك. وهذا ما يؤكده رئيس فرع مايكروسوفت في ألمانيا كريستيان إيليك، الذي يقول إن هدفنا يتمثل في أن "التقنية يجب أن تكون موجهة للزبون وليس العكس، وهذا ما سيدفع توجهنا هذا إلى الأمام ويجعل فارقاً فيما إذا كنا سنخسر أو نفوز في المنافسة". جناح شركة مايكروسوفتوفي هذه المنافسة تريد شركات تكنولوجيا المعلومات الألمانية أن تشترك أيضاً، مثل شركة سوفتوير AG للبرمجيات من دارمشتات الألمانية، والتي يعمل فيها قرابة خمسة آلاف شخص. رئيس الشركة كارل-هاينتس شترايبليش يريد أن يوضح أن الحلول الممتازة غير متأتية من منطقة سيليكون فالي الأمريكية. "من الطبيعي أن الشركات العاملة هناك تتمتع بعامل السمعة الكبيرة، لكن كما ترون فإن شركتي سوفتوير AG وSAP حازتا على نجاحات عالمية في مجال عملهما. لذلك توجد هناك برمجيات بصناعة ألمانية أيضاً". شركة سوفتوير AG تنتج برامج تحليل البيانات الضخمة بالزمن الحقيقي. ولذلك يمكن مثلاً الكشف عن مخادعي الإنترنت بشكل أفضل.تحليل كمية البيانات الضخمة بالزمن الحقيقي بات اتجاهاً يحظى باهتمام الكثير من الشركات العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات، الذي تُعلق عليه آمال كبيرة في المستقبل القريب. لكن في معالجة البيانات، خصوصاً إذا ما كانت كبيرة الحجم، يبقى لمسألة الأمان دور مهم. في معرض سيبت عُرض للمستشارة الألمانية ميركل هاتفها الذكي، الذي ستستخدمه يوماً ما، ومن الطبيعي أن يكون على درجة عالية من الآمان. لكن توجه الشركات بدا واضحاً نحو درجة أكبر من الآمان للكومبيوترات والهواتف الذكية على حد سواء.، كما يقول هانس-كريستوف كفيله، المدير التنفيذي لشركة سيكوسمارت: "حتى الآن كان الأمان يؤثر على إمكانيات الهواتف الذكية". وعرضت الشركة، التي تتخذ من ديسلدورف الألمانية مقراً لها، في سيبت للمرة الأولى عالمياً، هاتفاً ذكياً وأميناً لدرجة أنه "يمكن للحكومة الألمانية أن تتبادل معلوماتها من خلاله".ندما تصبح الأشياء أكثر أمناً، فيمكن حينئذ تجزئتها، على سبيل المثال شبكتها اللاسلكية في المنزل. وإذا ما كان أحدهم في غنى عن الحاجة إليها، يمكن لشخص آخر استخدامها، وبالطبع من دون التجسس على بيانات الآخر. شركة دويتشه تيليكوم تعدو هذا المشروع بشبكة الإنترنت اللاسلكية الجوالة، والذي ينبغي أن ينطلق الصيف القادم. ويرى رئيس فرع الشركة في ألمانيا نيك يان فان دامه في هذا المشروع المثال الأفضل للاقتصاد التبادلي. ويتعلق الأمر بإتاحة إمكانية استغلال الإمكانيات غير المُستغلة من شبكة الإنترنت المنزلية من قبل أشخاص آخرين نصبوا شبكة الإنترنت اللاسلكية الجوالة أيضاً. " سيصبح من الممكن الدخول إلى أكثر من سبعة ملايين شبكة لاسلكية على مستوى العالم. وهذا يعني أننا سنتمكن لمن الوصول إلى بياناتنا من خلال الشبكة ليس في ألمانيا فقط، بل وفي خارجها أيضاً، ومن دون أي تكاليف مالية". وفي تنفيذ هذا المشروع فتحت دويتشه تيليكوم إمكانية المشاركة لشركات عدة، منها Fon الإسبانية ومائة شركة صغيرة أخرى، تدير شبكات إنترنت حول العالم. وهكذا يمكن ربما فهم مصطلح "الاقتصاد التعاوني".