تشير التوقعات إلى استمرار نشاط سوق الطائرات الصغيرة المستعلمة على مدى العقد المقبل، وذلك نظراً لزيادة الطلب القوي من قبل شركات الطيران على الموديلات التي تتميز بكفاءة استهلاك الوقود، التي من المرجح انضمامها لأساطيل الطيران خلال فترة تتراوح بين الثلاثة إلى الأربعة أعوام المقبلة. ويتشابه ذلك بالتحولات التي حدثت نحو الموديلات الجديدة في الألفية الثانية مثلاً، عندما انخفضت قيمة طائرات البوينج الصغيرة المستعملة وسط حالة التحول التي أبدتها شركات الطيران نحو طائرات الجيل القادم الأميركية الصنع. وتعتبر فئات «نيو» التي أطلقتها «أيرباص» وموديلات «ماكس» الكبيرة من «بوينج»، التي ساهمت في خفض استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 15%، من الطائرات التي أُعيد في واقع الأمر تصميم محركاتها. وتتميز هذه الطائرات بعدد مقاعد ومدى شبيه بالموديلات القديمة، ما يجعل عملية التحويل لا تتطلب الكثير من الجهد. ويقول لوكاس مولان، المدير الفني لشركة «أفالون» لإيجار الطائرات «لدى شركات الطيران المقدرة على تسيير هذه الموديلات الجديدة جنباً إلى جنب مع أساطيلها القائمة». ووجد التقرير الذي أصدرته «أفالون» أيضاً، أن تأثير الموديلات الجديدة مثل «ماكس» و»نيو» سيكون محدوداً على قيمة نظيراتها القديمة، نتيجة لعددها الهائل المستخدم في الوقت الراهن والنسبة الكبيرة من أسطول الطائرات الذي قارب نهاية فترة صلاحيته في مختلف شركات الطيران العاملة حول العالم. ومن المتوقع أن يبلغ متوسط الطائرات التي أُعيدت صيانتها من مجموع العدد الكبير من الطائرات القديمة التي من المنتظر أن تساعد على امتصاص الطلبيات الجديدة، نحو 40% من المجموع الكلي خلال العقد المقبل. ومن أكبر المخاطر التي أحاطت بعملية تحول منظمة، الاندفاع الذي أبدته شركتا «أير باص» و»بوينج» نحو زيادة إنتاج الموديلات الجديدة، أو فشلهما في تحديث الفئات القديمة بنسبة معقولة، وذلك نظراً لمخاوفهما من الضغوط التي ربما تنجم عن هذه الخطوة على سلسلة التوريد التي تعمل بطاقتها القصوى بالفعل في الوقت الحالي وكذلك من احتمال أن تخلق تخمة في السوق. وتتطلع بعض شركات الطيران إلى عقد صفقات في الجيل الحالي من الطائرات، مع توقع العديد من خبراء الطيران أن تبرم شركة «ريان أير» في وقت قريب عقدا لشراء طائرات «بوينج» من الجيل الحالي بدلاً من طراز «ماكس» الجديد. وتخطط الشركة الأيرلندية العاملة في مجال الطيران الاقتصادي ومنافستها البريطانية «إيزي جيت»، لزيادة أسطولهما خلال العام الحالي، بهدف استيعاب النمو الذي يشهده عدد المسافرين على متن الشركتين، إلا أنهما يسعيان في ذات الوقت لعدم الإفراط في الإنفاق في فترة تعاني فيها الحركة الجوية في أوروبا من عدم النمو القوي. ويتوقع تقرير «أفلون»، أن يدعم الارتفاع الكبير في عدد الركاب في البلدان النامية، الطلب على كلا الموديلين «نيو» و»ماكس»، لكنه يدعم أيضاً الجيل الحالي من الطائرات خاصة وأنه يترتب على شركات الطيران التي تسعى لزيادة سعاتها، الانتظار لوقت طويل بغية استلام الموديلات الجديدة. ويُذكر أن في سجلات «أير باص» و»بوينج» العديد من الطلبيات المتأخرة، ما يجعل سوق الطائرات المستعملة بؤرة جاذبة للشركات الجديدة التي تسير في طريق النمو بخطى سريعة.