بدلة الفضاء "ترون"

كشفت وكالة "ناسا" أنها تخطط لإرسال أول رائد فضاء إلى المريخ، مرتديًا بدلة الفضاء الجديدة "ترون"، والتي تسمح لرواد الفضاء بالسير على سطح المريخ في سهولة ، أو خلعها من الجزء الخلفي دون الحاجة إلى الذهاب إلى غرفة معادلة الضغط.

وأجرت الوكالة الفضائية تحديثا للبدلة التي أعلنت عنها العام المنصرم، من خلال إضافة وهج أحمر اللون بحيث يسهل رؤية رواد الفضاء في الظلام، وتعد البدلة الجديد أسهل في الارتداء  كما يمكن تعليقها على جانب سيارة دون الحاجة إلى غرفة معادلة الضغط، وتمنح البدلة الجديدة رواد الفضاء أقصى إنتاجية على سطح كوكب المريخ.

وبيّنت الوكالة الفضائية "ناسا" أنها تعمل على تطوير الجيل الجديد من البدل الفضائية التكنولوجية من خلال دمج نماذج متقدمة مثل إزالة ثاني أكسيد الكربون وأنظمة تبخر المياه التي توفر أفضل كفاءة لأفراد الطاقم عند التنفس وتنظيم درجة الحرارة، وجرى تصميم البدلة بحيث تحقق أقصى قدر من الإنتاجية لرواد الفضاءعلى سطح الكوكب، وتناسب البدلة أوضاع الاستكشاف وجمع العينات والمناورة والخروج من الموائل أو سيارة "روفر" وتستخدم موادًا مركبة متطورة لتحقيق الوزن الخفيفة والمتانة العالية لتحمثل البعثات الطويلة في البيئات القاسية على كوكب المريخ.

وأوضحت الوكالة أن البدلة تتميز بكونها قابلة لتعديل الكتف وحجم الخصر بما يتناسب مع كافة أفراد الطاقم، وكشفت عن تصميمين آخرين للبدلة. وتقدم "ناسا" بدلات فضائية للبعثات الاستكشاف متنوعة الوجهات، وتركز بدلة PXS"" على تحسين الأداء مع تقليل كمية المعدات المطلوبة بالنسبة للبعثات الطويلة إلى مدارس الأرض المنخفض وما يتعداه، وتتبع بدلة PXS نهجا جديدا في التحجيم حيث يمكن طباعتها يوميًا بشكل ثلاثي الأبعاد على سطح المريخ بما يتناسب مع أي فرد من أفراد الطاقم  والمراحل المختلفة للمهمة.

وتعد البدلات الفضائية الرياضية بديلا عن غرفة معادلة الضغط حيث تتيح لوراد الفضاء الدخول والخروج من الموائل وغيرها من الهياكل في سهولة دون التقاط الغبار أو الملوثات الأخرى في الداخل، وصممت بدلات "Z-series" بحيث تسمح لرواد الفضاء بمزيد من المرونة عن التصميمات الحالية المستخدمة في المحطة الفضائية الدولية.

وأوضحت إيمي روس من مهندسي بدلات الفضاء في "ناسا"، في فيديو أطلقته الوكالة "نحاول تصميم البدلة الجديدة بحيث تستوعب تحسين الجاذبية الصغرى EVA عند ممارسة أي نشاط خارج المركبة وكذلك القدرة على سطح الكوكب".

ووقع الاختيار على تصميم الجيل الجديد من البدلات عن طريق تصويت الجمهور وفاز تصميم "ترون" المستوحى من الخيال العلمي، وتضم البدلة تقنيات جديدة، وحصلت بدلة "ناسا" "Z-2" على تصويت بنسبة 63% بحوالي 233431 صوتًا.

وتعد بدلة "Z-2" أحدث نموذج لبدلات الفضاء في الوكالة وستكون خلفا للنموذج السابق للبدلة الخضراء والبيضاء "Z-1" والتي أطلقت عام 2012، وتضم البدلة أسلاك  "Luminex" فضلا عن بقع مشعة للضوء بحيث يكون من الأسهل تحديد أفراد الطاقم أثناء السير في الفضاء، وتقع هذه البقع في الجزئين العلوي والسفلي من البدلة بالإضافة إلى الطيات التي تجعل التنقل أسهل، وتحتوى البدلة على لوحات مقاومة للتآكل.

وأتيح للجمهور الاختيار بين ثلاثة تصميمات للبدلة، منها تصميم "Biomimicry" الذي استلهم من المحيط ويعكس الإضاءة الحيوية للمخلوقات المائية التي تعيش في الأعماق بالإضافة إلى قشور الأسماك والزواحف في أنحاء العالم.

وأوضحت "ناسا" أن التصميم يعكس الجودة التي تحمى أصعب مخلوقات الأرض وتتضمن طيات مختلفة في الكتف والكوع والركبة والفخذ كما تضم سلكًا مضيئًا في الجزء العلوي.
ويعكس تصميم بدلة "Trends in Society" شكل الملابس اليومية التي ربما تظهر في المستقبل غير البعيد، وتستخدم البدلة السلك المضئ والألوان المشرقة لمكاحاة الملابس الرياضية والتكنولوجيا القابلة للارتداء، بالإضافة إلى خياطة مختلفة عند الطيات.

ومن المقرر أن تعمل "ناسا" على إنتاج التصميم الفائز مع إجراء بعض الاختبارات لها في مركز جونسون الفضائي في هيوستن، ومنا الناحية الفنية تصنيع بناء بدلة "Z-2" بحيث تتحمل الآثار المختلفة في الجزئين العلوي والسفلي، وعلى الرغم من المزاعم التي تدعى أن بدلة "Z-1" كانت تشبه الألعاب إلا أنها اختيرت ضمن أفضل الاختراعات عام 2012 في مجلة "التايمز".
وبيّنت "ناسا"، أنه  بعد ردود الفعل الإيجابية لبدلة "Z-1" تعمل على اغتنام الفرصة لتقديم بدلة جديدة بشكل مختلف. ويذكر أن التصميمات أنتجت بالتعاون مع مورد البدل ILC"" وجامعة فيلادلفيا.