واشنطن ـ رولا عيسى
حذر علماء الفلك من خطر يتعرض له كوكب الأرض، نتيجة أن مسار الشمس عبر المجرة قد يرسل مذنبا يهدد حياة ملايين البشر، حيث حدد الباحثون دورة عمرها 26 مليون عام من آثار نيزك، تتزامن مع توقيت الانقراض الجماعي على مدى الـ260 مليون عام الماضية.
ويعتقد العلماء أن اضطراب الجاذبية في سحابة أورت، وهي قذيفة من الأجسام الجليدية على الحافة الخارجية للنظام الشمسي، يمكن أن يؤدي إلى أمطار خفيفة من المذنبات تتدفق لفترة مؤقتة على المنطقة الداخلية لمكان الأرض.
وأشار الباحثون إلى أنَّ آخر هذه الأحداث وقعت قبل حوالي 11 مليون عام، تقريبا نفس الوقت الذي حدث فيه الانقراض الجماعي "الميوسين الأوسط".
ولكن وفقا لعالم الجيولوجي البروفيسور مايكل رامبينو، فإنه من الخطأ أن نفترض أننا نعيش في عصر آمن تماما، ملايين السنين تبعدنا عن خطر الفترة المقبلة.
وأضاف رامبينو: "هناك أدلة بأن نشاط المذنب قد ارتفع في آخر مليون أو مليوني عام، لذا فإننا قد نكون في مرحلة الإمطار في الوقت الحاضر، وهذا يتفق مع موقعنا بالقرب من المجرة، حيث يتوقع اضطرابات من مادة معتمة".
وأشار إلى أن المادة المعتمة هي مادة غير مرئية وغامضة، تحيط بالمجرات ويمكن اكتشافها فقط عن طريق آثار الجاذبية الخاصة بها، ويعتقد أنها تمثل أكثر من 80% من كل مادة في الكون.
وأجرى الأستاذ رامبينو، من جامعة نيويورك، وزميله البروفيسور كين كالديرا، من مؤسسة كارنيجي، تحليلا لآثار النيزك والانقراض باستخدام البيانات المتوفرة حديثا، حيث تقدم تقديرات عمرية أكثر دقة.
وإحدى الآثار التي كانت موضع الدراسة، تسبب فيها مذنب كبير أو كويكب ضرب الأرض منذ 65 مليون عام مضت قبالة ساحل يوكاتان في المكسيك ويقال إنه قضى على الديناصورات.
وخمسة من أكبر ستة تأثيرات للحفر تزامنت مع أحداث الانقراض الجماعي، كما ادعى العلماء في دراستهم المنشورة في مجلة " Monthly Notices" الشهرية للجمعية الفلكية الملكية.
وذكر البروفيسور رامبينو: "العلاقة بين تشكيل هذه الآثار وأحداث الانقراض على مدى الـ260 مليون عام الماضية لافتة للنظر، وتشير إلى وجود علاقة بين السبب والنتيجة"، وأضاف: "هذه الدورة الكونية من الموت والدمار أثرت دون أدنى شك في تاريخ الحياة على كوكبنا".