لندن . كاتيا حداد
قضت محكمة بريطانية بفرض عقوبة رادعة على اثنين من قراصنة الانترنت غير الشرعيين، بالسجن أكثر من عامين، وبغرامة مالية كبيرة، بسبّب إنشائهما منتدى الانترنت الموسيقي "المسيح الراقص"، والذي يعمل على نشر موسيقى بشكل غير قانوني.
وأصدرت محكمة نيوكاسل كراون، حكمًا بالسجن لمدة عامين وثمانية أشهر، على صاحب الموقع والمدير كين روبنسون، البالغ من العمر 26عامًا، بعد اعترافه بنشر عشرات الآلاف من اللينكات غير القانونية للأغاني، وغالبًا قبل نشرها بشكل علني، ما يقوّض العلامة التجارية المسجلة ويتسبّب بالخسارة لشركات الإنتاج.
واعترف روبنسون، بتقديم أكثر من 22.500 لينك إلى 250 ألف عنوان فردي متاح على موقع "المسيح الراقص" بين عامي 2006 و 2011، فيما يزور الموقع أكثر من 70 مليون مستخدمًا منذ إنشائه.
كما حكمت المحكمة على ريتشارد غراهام (22عامًا)، بالسجن لمدة 21 شهرًا، لمشاركته في توزيع الآلاف من الملفات بصورة غير شرعية على موقع "المسيح الراقص"، بما في ذلك حوالي 8000 مسار، لم يتم نشر إلا حوالي الثلثين منهم.
واعتبرت المحكمة غراهام مذنبًا في جلسة سابقة بتهمة توزيع الموسيقى بشكل غير قانوني، وأوضح القاضي ديبورا شيرون، أنه سيكون من السهل اعتبار مثل هذه الأنشطة جريمة بلا ضحايا؛ لكنه أضاف أنَّ القرصنة خفضت قدرة هذه الصناعة على تشجيع وتمويل الفنانين الجدد.
وبعد هذه القضية، صرّح مدير الصناعة الفونوغراماتية البريطانية، بأنَّه اتصل مع المنظمات الأخرى بما في ذلك وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة وشرطة مدينة لندن للتحقيق في حادثة "المسيح الراقص" في عام 2010. وحددت لجنة التحقيق منشئ ومدير الموقع روبنسون وتم اعتقاله في أيلول/ سبتمبر 2011، حيث تم ضبط الملقمات في عملية تنطوي على إنفاذ القانون في دالاس.
وأكد مدير وحدة حماية حق المؤلف، في الصناعة الفونوغراماتية البريطانية، ديفيد وود، أنَّ " الحكم القضائي يبعث اليوم برسالة واضحة لمشغلي ومستخدمي مواقع الموسيقى غير القانونية مفادها أنَّ القرصنة على الانترنت هو نشاط إجرامي وأنه لن يتم التسامح من قبل المكلفين بإنفاذ القانون في المملكة المتحدة أو في الخارج".
وأشار وود إلى أنَّ "القرصنة وخصوصًا قبل نشر العمل الفني، يمكن أن تودي بحياة أو موت مهنة الفنان، ويمكن تحديد ما إذا كان استثمار العلامة التجارية المسجّلة سينجح في الألبوم الثاني أو الثالث"، مضيفًا "في هذا العصر، تتيح الكثير من الخدمات الموسيقية الرقمية المتاحة ذات الجودة، الوصول إلى الملايين من المسارات من خلال مستويات مجانية وممتازة. لا يوجد سبب وجيه لاستخدام مواقع القرصنة التي لا تعود بشيء إلى الفنانين وتقدم تجربة دون المستوى بالنسبة للمستهلكين"، موضحًا "كمشجع موسيقي، لا معنى لمساعدة المجرمين عندما تتمكن من دعم الفنانين".
وذكر جيريمي بانكس، متحدثًا عن الاتحاد الدولي لمديري الصناعة الفونوغراماتية البريطانية، أنَّ "هذه القضية مثال ممتاز على تعاون وكالات إنفاذ القانون لمواجهة النشاط الإجرامي عبر الإنترنت، والتي لديها تأثير حقيقي على سجل الشركات وقدرة على الاستثمار في الفنانين".
وأضاف بانكس "إنَّ التحميل غير القانوني للموسيقى قبل النشر يمكن أن يكون له آثار مدمرة على النجاح التجاري للفنان، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لهم للحفاظ على مهنتهم في مجال الموسيقى، وأود أن أشكر السلطات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة لعملهم على حل هذه القضية".
وأوضح رئيس وكالة الاستخبارات في مكتب الملكية الفكرية هيو واتكينز، قائلًا "نلتزم بالاكتتاب لدعم أصحاب الحقوق في إنفاذ حقوق الملكية الفكرية وتبين هذه الجملة مدى الجدية التي تعمل بها المحكمة، وتبين هذه القضية مدى نجاح وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، ووكالة مكافحة المخدرات (DEA)، في العمل معًا على وقف التعدي على الملكية الفكرية".