واشنطن ـ رولا عيسى
يدرس العلماء أسباب انتشار فيروس "الكورونا" في الحيوانات والبشر، خصوصًا النوع الذي يتسبب في الإصابة بسلسلة من الأعراض التنفسية والالتهاب الرئوي، والذي يسمى "229 إي"، حيث يبقى عالقا في أدوات الحياة اليومية مثل الزجاج والصلب.
وأوضحت الباحثة المختصة فيكتوريا وليستون، أنه بات "من الممكن أن يكون النحاس الخارق للجراثيم هو السلاح المستقبلي في المستشفيات لمحاربة التهاب الجهاز التنفسي المميت، مثل الالتهاب الرئوي".
وأضافت وليستون: "يمكن أن تعيش الجرثومة على أدوات الحياة اليومية مثل الزجاج والفولاذ المقاوم للصدأ والبلاط والمطاط لمدة خمسة أيام، ولكن يستطيع النحاس المضاد للبكتيريا قتلها في دقائق قليلة، وبعد ظهور دراسات تؤكد أن هذا المعدن مضاد لخصائص البكتريا، أصبح من الممكن الآن إحلال مفاتيح الكهرباء ومقابض الأبواب والأسطح الأخرى بالنحاس أو سبائك النحاس".
وأجرى البحث علماء يدرسون انتشار الكورونا الحيوانية في جامعة ساوثامباتون، والكورونا تعتبر فيروسات إكليلية "سريعة الانتقال" إلى الإنسان من حيوانات مثل الخنازير والطيور وتسبب هذه الأمثلة المتلازمة التنفسية الحادة المعروفة بـ "سارس"، والالتهاب الرئوي الشرق أوسطي، والتي تكون الإصابة بها سببًا في ارتفاع معدلات الوفاة.
وتعرف واحدة منها بالكورونا البشرية (229 إي) والتي تسبب سلسلة من الأعراض التنفسية، بدءًا من البرد حتى الالتهاب الرئوي المميت؛ ولأن العدوى من الإنسان إلى آخر أمر مهم، فإن الإصابة يمكن أن تنتقل من لمس الأسطح التي وصل إليها الرذاذ التنفسي لإنسان مصاب أو السلام بالأيدي.
وباستخدام النحاس أو سلسة من سبائك النحاس الذي تم تجميعه بطريقة مضادة للميكروبات، توقف نشاط الفيروس التاجي بسرعة خلال دقائق قليلة عند حكها بأصابع اليد.
وأثناء التجربة، دمر التعرض للنحاس الفيروس كليًا وبشكل لا رجعة فيه، مما جعل الباحثون يؤكدون أن استخدام أسطح مصنوعة من النحاس المضاد للبكتيريا يمكن استخدامها في أماكن عديدة، للمساعدة في الحد من انتشار عدوى فيروسات الالتهاب التنفسي وحماية الصحة العامة.
واكتشف البحث السابق أنها فعالة في القضاء على فيروس النورو والأنفلونزا وجراثيم المستشفيات مثل المارسا والكلبيسيليا، كما أنها توقف انتقال الجينات المقاومة للمضادات الحيوية للبكتيريا، لإنتاج جراثيم جديدة.
وتؤكد قائد الفريق البحثي الدكتورة سارة وارنس، أن انتقال الأمراض المعدية عبر لمس الأسطح هو أهم أسباب العدوى كما رسخ في أذهاننا، وهذا يشمل الفيروسات التي تسبب عدوى الالتهاب التنفسي، وسيكون مهمًا أن تنخفض درجات العدوى والفيروسات التي تبدأ العدوى.
وأشارت وارنس إلى اكتشاف أن الكورونا البشرية التي أصابت الأجداد وتسبب الإصابة بمرضي السارس والميرس، من الممكن أن تتوقف بسرعة وبشكل دائم عند ملامسة النحاس، والأكثر من ذلك أنها دمرت الجينوم الفيروسي وبنية الجزيئات الفيروسية، حتى لا يتبقى شخص ينقل العدوى.
وتابعت: "من الممكن أن يقدم النحاس طفرة، في ما يخص نقص الأدوية المضادة للفيروسات، حيث أنه يمكن أن يحد من انتشار العدوى بهذه الفيروسات والأمراض".
وأضاف البروفسير بيل كيفيل: "أن الفيروسات التنفسية هي المسؤولة عن الكثير من الوفيات في العالم، أكثر من أي عدوى أخرى، حيث أن تطور الفيروسات التنفسية وعودة ظهور سلالات تاريخية خبيثة تمثل تهديدًا لحياة الإنسان، ونظرًا إلى التدمير السريع والذي لا رجعة فيه الذي يسببه النحاس وأسطح السبائك النحاسية لهذه الفيروسات فإنه من المتوقع أن يتم استخدامه بدلا من الأسطح غير النحاسية في أنظمة النظافة الفعّالة والعيادات ذات الممارسات السليمة، حتى يتم السيطرة على انتقال العدوى بالفيروسات".