نيويورك ـ مادلين سعادة
أجرى علماء الفلك أخيرًا مقارنات بين الكثبان الموجودة على القمر تيتان والكثبان الموجودة في الصحاري على الأرض؛ حيث يؤكدون أنها تشبه الكثبان المتحولة والعملاقة في صحراء ناميب.
ويعتر تيتان أكبر قمر في المجموعة الشمسية وهو أكبر من كوكب عطارد، حيث يبلغ قطره 3.200 ميل، أي 5.150 كيلو متر، ويستقبل 1% فقط من كمية ضوء الشمس التي تستقبلها الأرض، ومع ذلك فإن درجات الحرارة على سطحه تكون معدلاتها بمتوسط -290 فهرنهيت، أي "179 درجة مئوية".
ومن المعروف أن غلافه الجوي يتكون من النيتروجين والميثان بصفة أساسية، بينما يتكون سطحه من الماء المجمد الذي تحول لصخور صلبة وثلج في الأجواء الثلجية.
ويرجح العلماء أن كثبان تيتان تكونت من بقايا بحيرات الميثان العملاقة التي ظهرت على السطح، كما رجحوا أن القمر خضع لتغيرات مناخية كانت سببًا في تبخر تلك البحيرات.
إنه عالم أقل من نصف حجم الكرة الأرضية؛ حيث تنخفض درجات الحرارة بسبب ظهور برك الميثان على سطح البحيرات والبراكين التي تقذف الجليد، ولكن بالرغم من غلافه الجوي الغريب وغير القابل للسكن، فقد تم الكشف عن وجود بعض التشابهات الملحوظة بين تيتان قمر كوكب زحل وبين كوكبنا.
وقد أصدر كبار علماء حملة "كاسيني هيوجين" لكوكب زحل وأقماره، عددًا من الصور الجديدة التي تظهر الكثبان الرملية الشاسعة من الرمال المتحركة الهيدروكربونية على سطح القمر تيتان.
ويحمل هذا التشابه دلالات واضحة حول الكثبان المكتشفة على الصحاري في الأرض؛ حيث يعتقد العلماء أن القمر متشابه جدًا مع كوكبنا، كما أنهم يستخدمون الأرض كنموذج لدراسة الكيفية التي تغير بها المناخ فوق القمر تيتان.
ويقول الباحثون إن هذه الكثبان التي تغطي نحو 17% من سطح تيتان تشير إلى أن المناخ كان مختلفًا جدًا على سطح قمر زحل في الماضي مقارنة بما هو عليه الآن، كما يعتقدون أن تلك الكثبان قد تكون بقايا حوض بحيرة قديمة تبخرت وكونت تلالاً على شكل الرياح، وتعرف باسم الكثبان الضخمة.
وقارن البروفسير فيليب بايلو، المتخصص في دراسة الكواكب في جامعة بوردو، مع فريق من زملائه، بين صور الكثبان الهيدروكربونية مع الكثبان الرملية الموجودة في صحراء نامبيا وبحر الرمال في الصحراء الغربية لمصر، ونشروا بحثًا علميًا عبر الموقع الإلكتروني للمصادر الفتوحة.
وذكر الفريق في بحثه المنشور: يبدو أنه يمكننا التمييز بين نوعين من الكثبان، وهي الكثبان الداخلية العارية مثل الموجودة في مصر، والكثبان الداخلية المغطاة بالرمال كالموجودة في نامبيا، وبين النوعين من تلال الكثبان الضخمة وتلال الكثبان الصغيرة مثل الموجودة في إيران والأقدم منها في التشاد.
وأضاف الفريق أنهم طبقوا فهمهم لرادار التبعثر على تحليل "رادار كاسيني 8 تي" واستحواذها على بحر رمال بيليت على سطح تيتان، ووجدوا أن الكثبان الطولية الموجودة هناك من المحتمل أن تكون مثل النوع المصري والناميبي.
كما أنهم عرضوا المميزات الخاصة بالرادار الطولي اللامع التي تمت ملاحظتها باستحواذات ردار كاسيني تي 64 وتي 83، والتي تشبه التلال الكثبانية الصغيرة، ومن الممكن أن تكون بقايا حوض بحيرة قديمة بمنتصف خطوط العرض، وتكونت عندما كان مناخ تيتان مختلفًا.
وقد أكدت القياسات الخاصة بهيوجنين أن الأمطار المنتظمة لغاز الميثان والبحيرات من المواد الهيدروكربونية القابلة للاشتعال، والتي توجد في الحالة الغازية على الأرض لتغطي مساحات واسعة باتجاه القطبين.
ومع ذلك، فقد تم إرسال الصور حول خط الاستواء مرة أخرى للمركبة الفضائية كاسيني، والتي كشفت عن كثبان ضخمة جدًا تملأ مناطق معروفة باسم فنزال شمال خط الاستواء، وأزتلان جنوب خط الاستواء.
وتشير هذه الاكتشافات الحديثة إلى أن القمر كان مغطى ببحيرات سائل الميثان في الماضي، وهو ما يعني أن المناخ تغير بشكل مأساوي، كما تؤكد أن القمر كان أكثر برودة وأصبح دافئًا بسبب بحيرات سائل الميثان منذ 100 عام في الماضي، ليصبح المناخ على ما هو عليه الآن.
وبالحديث إلى اللوحات الرئيسية، ذكر عالم الفضاء الأوروبي في وكالة كاسيني هيوجنين، نيكولاس ألتوبيلي، أن اكتشاف تلال كثبانية وسط خطوط العرض على تيتان تعني أن البحيرات كانت موجودة هناك في أحد مناطق القمر في الماضي.
وهي ليست موجودة هناك الآ بالفعل، وهي علامة قوية على التغيرات المناخية الطبيعية، أن القمر مثير لنا لدراسته بشكل أكبر.
واختتم بأن هذه الاكتشافات ربما تساعد لتدعيمنا بالرؤى حول ما يمكن أن يحدث على الأرض بسبب التغيرات المناخية بالنظر لما حدث من تغيرات على القمر تيتان.