المهندسون في مشروع " ماياك " أو " المنارة " يأملون في إطلاق قمر صناعي

يتفوّق القمر الصناعي الروسي الذي يطلق عليه " ماياك " أو " المنارة" علي كل شئ في الفضاء عما قريب، بفضل اللوح العاكس الضخم الذي يتمتع به، وهو ما قد يجعله " النجم الألمع " في السماء الكاحلة بعيداً عن الشمس. ويقول المصممون بأن ذلك القمر الصناعي قد يستخدم أيضاً في مقاومة المخلفات الفضائية بإستخدام الهيكل الذي يشبه المظلة في تقليل مدارات الحطام الفضائي، ومن ثم يمكنه إحراقها في الغلاف الجوي للأرض.
 
وأطلق الفريق في الوقت الحالي حملة عبر منصة كيك ستارتر Kickstarter من أجل جمع مبلغ مالي قدره 45 مليون دولار لإتمام إختبار القمر الصناعي والدفع للإطلاق، وإستطاعت ماياك Mayak بالفعل جمع 33 مليون دولار من خلال حملتين للتمويل الروسي الجماعي والتي تم إطلاقها في عام 2014 وفي وقتٍ سابق من هذا العام.

 
وتعقد الآمال علي أن تنجح حملة كيك ستارتر الأخيرة في جمع 45 مليون دولار قبل إنتهاء مدة 37 يوماً، حيث أنه من المتوقع إطلاق ماياك Mayak الذي تم الترتيب له في آب / أغسطس المقبل من صاروخ سويوز 2 Soyuz 2 rocket بمساعدة من وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس Roscosmos
 
ويخطط الفريق لوضع المركبة الفضائية في مدار متزامن مع الشمس يبعد عن الأرض مسافة 370 ميلاً ( أي ما يعادل 600 كيلومتراً )، بما يعني أنها سوف تكون دائماً في طريق أشعة الشمس، وبالتالي سوف يكون دائم الإشراق في مختلف المواقع على الأرض مع دورانها.
 وسوف تقوم المركبة الفضائية بإطلاق إنعكاس عملاق للطاقة الشمسية في المدار علي شكل هرم بحجم 170 قدم مربع ( 16 متر  مربع )، مع عمل طبقة رقيقة من البوليمر أنحف 20 مرة من شعرة الإنسان. كما أن كل طرف سوف يكون بطول 2,7 متر ( 9 أقدام ) مع سطح إجمالي بمساحة ستين متر مربع ( 65 قدم مربع ).
 
ومن المقرر أن يستخدم القمر الصناعي الصغير أيضاً نظام كبح لفتح مظلة سوف تقوم بإلتقاط المخلفات الفضائية، إلا أن الهدف من المشروع هو تعزيز أبحاث الفضاء في البلاد، وجعل العلوم والهندسة أكثر جاذبية للشباب الروس. وكان إقتراح سابق بتركيب لوحة عاكسة من البلاستيك علي سفينة شحن متجهة إلي محطة فضاء مير Mir قد تم تطبيقه لمعرفة ما إذا كانت المرايا المدارية بإمكانها إضاءة المدن أو أجزاء أخرى من الأرض عبر إنعكاس ضوء الشمس. وكانت الفكرة تتمثل في إمكانية إمتداد ساعات النهار للمزارعين على سبيل المثال وفقاً لتقرير آرس تكنيكا Ars Technica
 
وأعلن فريق مشروع ماياك مؤخراً عن أنه جمع ما يكفي من المال لخوض المرحلة المقبلة من إختبار الصاروخ، في ظل مشاركة طلاب جامعة موسكو في جمع الأموال للمشروع لإطلاق المركبة الفضائية المدارية. وأشار قائد المشروع ألكسندر شاينكو ورئيس دورة علم الفضاء الحديث في جامعة موسكو الحكومية للهندسة الميكانيكية إلي أن الفريق يعمل على إرسال مركبة فضائية إلي المدار لتكون هي النجم الألمع في السماء، فضلاً عن إمكانية رؤيتها من أي نقطة علي سطح الأرض. مؤكداً على أنهم يريدون إظهار أن إستكشاف الفضاء هو شيء مثير للإهتمام.