واشنطن ـ رولا عيسى
أعرب قادة في القوات الجوية التابعة للقيادة المركزية الأميركية، عن أملهم في تطوير طائرة تفوق سرعتها سرعة الصوت، قادرة على عبور الدول في غضون دقائق بحلول عام 2023، أي أنها يمكن أن تتوجه من نيويورك إلى لندن في ساعة واحدة فقط.
وأجرت القوات الجوية الأميركية العديد من التجارب على الطائرات التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وصرح كبير العلماء في سلاح الجو، ميكا إيندسلي، بأن القوات الجوية ومركز البحوث التابع للبنتاجون، "DARPA" وضعا خطة لتطوير مركبة جوية جديدة ومحسنة تفوق سرعتها سرعة الصوت بحلول عام 2023.
وأوضح إيندسلي أن طائرات "X-51A WaveRider" كانت الطائرات التي تم اختبارها في التجربة العلمية، وأضاف "كشفت التجربة أنه من الممكن تطوير محرك نفاث يساعد على إطلاق طائرة بسرعة تفوق سرعة الصوت، وكانت قادرة على الذهاب بسرعة أكثر من 5 ماخ حتى نفاذ الوقود".
وتابع "لقد كانت تجربة ناجحة جدًا في نظام الأسلحة المحمولة جواً التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ويمكن استخدام المركبة الجوية الجديدة لنقل أجهزة الاستشعار أو المعدات أو الأسلحة في المستقبل، وهذا يتوقف على مدى تطور التكنولوجيا"، في حين وقد سبق وأعرب القادة في سلاح الجو عن أملهم في أن تكون أنظمة الصواريخ متاحة للاختبار بحلول عام 2020.
وبيّن مدير تطوير المواد التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في مختبر أبحاث سلاح الجو، كينيث ديفنسون " نهدف إلى ضمان أن سلاح الجو تتوفر له معلومات كافية بشأن أنظمة الصواريخ بحلول عام 2020 أو خلال الأعوام الخمسة المقبلة لتكون قادرة على اتخاذ قرارات باستخدام التكنولوجيا الجديدة".
وتتيح قدرة هذه الطائرات الجديدة على حمل سلاح يفوق سرعته سرعة الصوت، يحتوي على مواد سامة ومتفجرة بنسبة قليلة، استخدامه كصاروخ مواجهة، وبالتالي سيتمكن الجيش من ضرب أهداف على بعد مسافة آمنة دون تعريض الطيارين والطائرات للخطر.
وأشار ديفيدسون إلى أنه "بواسطة هذه الطائرات تستطيع مهاجمة أهداف دفاعية، وهي إما الأهداف المحصنة بأنظمة دفاعية قوية، أو التي ترتبط بوقت حرج للغاية"
وأصبحت الطائرات دون طيار التجريبية التي تم تطويرها لسلاح الجو الأميركي، تحلق بسرعة تفوق سرعة الصوت بأكثر من خمسة أضعاف، وذلك خلال الاختبارات التي أجريت قبالة ساحل جنوب كاليفورنيا.
وأكد سلاح الجو الجمعة الماضي أن طائرات "X-51A WaveRider" تمكنت من التحليق لأكثر من ثلاث دقائق بمساعدة محركها النفاث، ووصلت إلى سرعة 5.1 العام الماضي.
وتشكل هذه التجربة الرحلة الرابعة والأخيرة لاختبار طائرات "X-51A" من قبل سلاح الجو، الذي انفق حوالي 300 مليون دولار، في دراسة التكنولوجيا النفاثة، التي يمكن الاستعانة بها لشن الهجمات في جميع أنحاء العالم في غضون دقائق.
ويعتبر تطوير طائرات الأسلحة المتقدمة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، هو جزء من برنامج لصنع صاروخ من شأنها أن تدمر أهدافا في أي مكان على الأرض خلال ساعات، والتي تتمكن من التحليق بسرعة تتجاوز 3500 كيلومتر في الساعة.
وتُطَوّر هذه الطائرات إلى جانب طائرات سلاح أخرى من قبل "DARPA"، بما في ذلك طائرات "Air-breathing Weapon Concept" ، و " Tactical Boost Glide" اللتان من المقرر أن تنطلقا في رحلات تجريبية عام 2018 أو 2019.
ويمكن لهذه التكنولوجيا أن تحدث ثورة في السفر الجوي، على الرغم من أن الزعماء العسكريين لديهم هدف خاص بهم.
وأبرز مسؤول مختبر أبحاث سلاح الجو الأسبوع الماضي خلال معرض وزارة الدفاع لعرض مختلف المشاريع البحثية العسكرية " كيف تريد القوات الجوية الاستفادة من هذه التكنولوجيا؟ بالطبع نريد أن نستعين بها في أنظمة الأسلحة".
وذكر "لقد قمنا بإجراء برنامج متابعة لمجهودات تطوير طائرة تشن الهجمات بسرعات عالية، ولقد احتاج الأمر إلى كثير من الدراسات والتكنولوجيا، فضلاً عن اقتناء الأسلحة اللازمة"
وتعتبر التكنولوجيا هي جوهر سباق التسلح بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، وأوضح إيندسلي، "من المؤكد أن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة المشاركة في تطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، فلقد أظهرت الصين أيضاً الكثير من القدرات في هذا المجال، والأمر لا يتعلق بطائرة تسير بشكل سريع فحسب، ولكنها تستطيع أن تقطع مسافات شاسعة في تلك السرعات العالية".