وكالة "الإمارات للفضاء"

افتتح المدير العام لوكالة "الإمارات للفضاء" الدكتور محمد ناصر الأحبابي، الثلاثاء، منتدى "الفضاء والأقمار الصناعية" الخامس في مركز أبوظبي الدولي للمعارض الذي يحضره مدة يومين عدد من كبار المسؤولين والخبراء الذين يمثلون 30 مشروع فضاء ومراكز أبحاث ووكالات فضاء حول العالم.

ويتم تنظيم المنتدى بشكل سنوي في الإمارات تحت مسمى جديد: "ملتقى الفضاء العالمي"، ليكون بحسب منظميه ملتقى لأهم قادة قطاع الفضاء في العالم، وليعزز مكانة أبوظبي كمركز إقليمي للفضاء.

وأوضح الأحبابي، في كلمته الافتتاحية، أنّ الامارات تتطلع إلى مساهمات علمائها في التكنولوجيات الحديثة، مضيفًا أنّ كثيرًا من التكنولوجيات التي تستخدم في الحياة اليومية تم تطويرها أساسًا لبرامج الفضاء، مؤكدًا أنّ أبحاث الفضاء أسهمت في توفير تقنيات الطب الحيوي الحديثة وتكنولوجيا التصوير والأنظمة الإلكترونية و"الروبوتات" وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطبيقات الأرصاد الجوية والمراقبة البيئية وصور الاستشعار عن بعد وغيرها، مشيرًا إلى وجود المئات من هذه التطبيقات في مشاريع الفضاء.

وأبرز، أنّ الاختراعات، مثل: أنظمة تحديد المواقع العالمية والهواتف النقالة وأجهزة الراديو القوية، تستخدم جميعها الأقمار الصناعية كي تؤدي وظائفها، لافتًا إلى أنّ هذه الاختراعات الضرورية، والكثير غيرها لم تكن لتخطر على البال لولا الأبحاث التي تجريها تكنولوجيا الأقمار الصناعية.

وشدد على عدد من المشاركين في المنتدى، أهمية دعم الاستثمار الأكاديمي في قطاع الفضاء الذي سيسهم في تطور القطاع والأمن القومي، كما تحدث البعض عن تطبيقات تكنولوجيا الفضاء وبناء أقمار صناعية ذات تكلفة منخفضة واستخدامات أنظمة الأقمار الصناعية وآخر المستجدات المتعلقة بأنظمة وسياسات الفضاء.

ولفت بعض المتحدثين إلى تزامن تنظيم المنتدى مع أسبوع مليء بالأحداث في قطاع الفضاء، مثل: إطلاق مهمة "أريان في آي 223" من "غويانا" الفرنسية/ الأربعاء، ليكون صاروخ "أريان 5" بذلك أحدث وأكبر قمر صناعي لمجموعة "دايركت تي في" الأميركية الضخمة.

وجمعت الجلسة الأولى كلًا من: المدير التنفيذي لأنظمة الدفاع والفضاء في "إيرباص" فرانسوا أكيو، والمدير التنفيذي لشركة "فيرجن غلاغتك"جورج وايتسايد، والمدير التنفيذي لبرامج الفضاء الأوروبية في مركز الفضاء الألماني الدكتور رالف دنسينغ، ورئيس شركة "سبيس سستم لورال" جون سيلي، وآخرين تحدثوا عن قضايا تتعلق بالاستثمار في سوق الفضاء وتمويل مشاريع الفضاء.

وتناول وايتسايد، التغيرات التي طرأت على الاستثمارات في سوق الفضاء، منوهًا إلى أنّ استحواذ شركة "غوغل" على شركة "سكايبوس" يعتبر لحظة تاريخية في تاريخ الفضاء، بينما تطرقت الجلسة إلى الاستثمار المتزايد في قطاع الفضاء نتيجة للتقدم التكنولوجي في القطاع، فضلًا عن انخفاض التكاليف والاهتمام الذي يبديه أصحاب المليارات بمشاريع هذه القطاع الحيوي.

كما نبهت إلى أهمية الاستخدامات التجارية التي تتضمن مراقبة التطورات التي تجري على سطح الأرض في وقت حدوثها حيث إن الصور المتوفرة تجاريًا في الوقت الحالي غير واضحة وقديمة وذات جودة ضعيفة، ووجه المتحدثون إلى أنّ الصناعة تركز على مسألة تطوير أقمار صناعية صغيرة الحجم أو ما يطلق عليها الأقمار الصناعية الصغيرة "كيبوسات" التي تستخدم في تطبيقات مثل اختبارات الجاذبية الضعيفة والتنبؤ بالأحوال الجوية بصورة أفضل.

وتمت الاشارة أيضًا إلى توقعات مؤسسة "يوروكونسالت" بإطلاق 510 قمارًا صناعيًا صغيرًا حول العالم في الأعوام الخمسة المقبلة، أي ما يعادل زيادة بنسبة 60 في المائة في عدد الأقمار التي تم إطلاقها خلال العقود الماضية.

من جهته، ذكر أمين الجمعية العالمية لقطاع الأقمار الصناعية"جي في أف" دايفيد هارتشورن، أنّ المنطقة العربية تمر بمرحلة تاريخية مع مشروع إطلاق أول مجموعة من الأقمار الصناعية العربية، مشددًا على أنّ الاعلان الذي تم في أبوظبي حول إنشاء وكالة "الإمارات للفضاء" يمثل مرحلة مهمة تدعو إلى التعاون بين الحكومات والقطاعات ومجتمعات المستخدمين التي تعتمد على نجاح هذه الصناعة.

وبيّن مدير المشاريع في "ستريملاين ماركتنغ غروب" بيغو سيث، أنّ الأهداف ستبقى ماثلة لإلهام وتثقيف الجيل الجديد من المهنيين في قطاع الفضاء، فضلًا عن توفير آخر ما تم الوصول إليه من معارف في أبحاث الفضاء وتطبيقات الفضاء التجارية بحيث يكون "ملتقى الفضاء العالمي" أكبر وأفضل.