واشنطن ـ يوسف مكي
أصيب الباحثون في أنتاركتيكا بالذهول عندما اكتشفوا مخلوقا غريبا في قاع البحر تحت عمق أكثر من 1000 متر، وتقع أنتاركتيكا في أقصى جنوب الكرة الأرضية، مع تغطية بنسبة 98 في المائة من المنطقة بالجليد، بمتوسط سمك يبلغ 2 كم، وكانت القارة المتجمدة، التي تصل درجات حرارتها إلى 90 درجة مئوية في بعض الأحيان، موضع اهتمام العلماء على مر السنين، ومع ذلك، من بين الآلاف الذين يقيمون هناك، غامر القليل منهم لاكتشاف ما تحت الجليد.
وزار باحثون في السلسلة التلفزيونية الوثائقية "الكوكب الأزرق الجزء الثاني" الشهيرة والتي يقدمها المذيع ديفيد أتينبورو، وأنتجتها وحدة التاريخ الطبيعي في هيئة الإذاعة البريطانية، القارة القطبية الجنوبية لتصوير الحلقة الثانية.
اقرأ ايضًا:
أوَّل محاكاة في العالم لـ"الثقب الأسود" أُطلقت قبل 40 عامًا
استخدم الباحثون الذين يعملون مع سلسلة "بي بي سي" غواصة "Triton" للتوجه إلى منطقة تُعرف باسم "منطقة منتصف الليل" على بعد أكثر من 1000 متر تحت السطح وما وجدوه كان مذهلا، في طبقة من الطين، يصل سمكها إلى ميل، اكتشفوا حيوانًا فريدًا طور نفسه على مر السنين.
قال ديفيد في عام 2017: "قد يبدو قاع البحر في البداية غير مأهول، لكنه موطن لمجموعة فريدة من الكائنات البحرية"، وأضاف: "كان من هؤلاء الكائنات: الضفدع البحري - وهو حيوان مفترس يتربص لفريسته بفم كبير وصبر لا حصر له"، وتابع ديفيد: "لقد عاشت هذه السمكة لفترة طويلة هنا فيالقاع حتى تحولت زعانفها إلى شيء أكثر فائدة لتشبه وظائفها وظائف القدم فأصبحت تساعدها على المشي في قاع البحر".
ينتمي الضفدع البحري إلى عائلة من أسماك أعماق البحار تعرف باسم Chaunacidae، والتي يمكن العثور عليها على عمق يصل إلى 2460 متر.
وتتميز هذه الأسماك بأجسام كروية الشكل وبالذيل القصير المضغوط، وجلد مغطى بنطاقات صغيرة وشائكة، ويمكن أن تنمو هذه السمكة بطول يصل إلى 30 سم وتطور زعانفها الظهرية لتصبح من الأسماك المفترسة، ولم يكن هذا أول مخلوق غريب اكتشفه فريق ديفيد فقد كشفوا عن لقطات مذهلة عند دخولهم "منطقة الشفق" على بعد نحو 800 متر تحت السطح.
وكشف البرنامج عن مخلوق غريب وطويل، يطفو على الماء، استحوذ على اهتمام الفريق وقال ديفيد: "هنا في المحيط الهادئ، على بعد 200 متر، ندخل إلى عالم غريب منطقة الشفق، بحر من الكآبة الأبدية.. هناك كائنات غريبة والتي يطلق عليها اسم الهلاميات النارية وهي عبارة عن أجسام من الهلام يبلغ طولها 60 قدما".
واصل ديفيد وصف المشهد، حيث اكتشف المزيد من المخلوقات غير العادية، كما لاحظ الراوي سمكة أبوسيف، مضيفا: "هذا سمك أبو سيف ذو العيون الكبيرة مثل كرات التنس والتي تساعدها على الرؤية في الغسق."
وقد يهمك ايضًا:
اكتشاف "مثلث جديد" اختفت داخله أكثر من 2000 طائرة دون أثر
"ناسا" ترصد التغييرات التي تطرأ على جسم الإنسان نتيجة التواجد في الفضاء