وصفت مهمة المريخ مارس ون بأنها عملية للباحثين عن الداعية، ولكن المؤيدين يصورن انها سوف تكون بداية انشاء مستعمرة على الكوكب الاحمر في عام 2027، وتريد الشركة الهولندية الراعية للبعثة باس لانسدروب ان ترسل أربع رواد فضاء كل سنتين الى المريخ في منتصف حقبة 2020، بالتالي ستزداد حجم المستعمرة باضطراد, وكشفت اليوم عن 100 مرشح على القائمة المختصرة للإقامة في المستعمرة البشرية على كوكب المريخ سيخضعون  لاختبارات كجزء من مرحلة جديدة من عملية الاختيار كي يصل العدد الى 40 مرشحًا.

وتقدم حوالي 200 ألف شخص من الطامحين من 140 دولة على المشروع في البداية، وستكون المهمة جزء من برنامج تلفزيون الواقع حول هذا المسعى، ثم تقلص العدد الى 100 شخص، وبعد انتهاء المرحلة الثالثة من الاختبارات التي ستستمر لمدة خمسة أيام سيتقلص العدد الى 40 شخص، وفي نهاية المطاف سيبقي منهم 24 شخص سيتم اختيارهم لهذه الرحلة باتجاه واحد الى الكوكب الاحمر والتي من المقرر أن تبدأ في عام 2026.

وجاء في البيان الذي نشرته الشركة الهولندية " على مدى خمس ايام، سيواجه المرشحون تحديات مختلفة، وستكون هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها كل المرشحين شخصيا لإظهار قدراتهم كفريق واحد، وفي الجولة سوف يلعب المرشحين دورا فاعلا في تشكيل القرار وصنع المجموعة."

وتابعت " طلبت الشركة من المرشحين أن ينقسموا في مجموعات وفرق مع الأشخاص الذين يعتقدون انهم يستطيعون العيش معهم بشكل جيد." ويجب أن يكون هؤلاء المرشحين قادرين على العيش مع بعضهم في مجموعات صغيرة نظرا لأنهم لن يعودوا الى الأرض، ويتطلب عملهم ايجاد الماء وانتاج الاكسجين وزراعة المحاصيل الغذائية الخاصة بهم.

وتخالف هذه الرحلة خطط ناسا فالمتقدمين لن يستطيعوا العودة الى الارض وسيحتاجون الى البقاء على قيد الحياة بأي وسيلة ممكنة، وفي شريط فيديو نشر مؤخرا طلبت الشركة من المسجلين للمهمة مناقشة مدى استعدادهم لأكل لحوم البشر من أجل البقاء على قيد الحياة, وجاء في الفيديو " اذا نفذ الطعام، هل تفكرون في تناول لحوم زملائكم؟" وأجابت سو ان من لوس انجلوس بالنفي وأن هذا لن يحدث ابدا وقالت " هل تتخيلون انكم ستأكلون أبوكم أو امكم اذا كنتم في مجاعة، لا علينا ان نعمل معا كي نتخطى هذه المشكلة."

وقال بيتر من تريست ايطاليا " ما لم يكن الشخص قد توفي لأسباب طبيعية فلا أعرف، سيكون الامر غريب، البشر لديهم علاقة معقدة مع الموت." وقال ميدو سلام من مصر " شخصيا دون أي أمل في الطعام، ومع العلم اننا سنموت جوعا على أي حال، أفضل أن اترك زملائي يتركونا بسلام", وأضاف " ولكنني سأتساءل كيف سيكون طعم لحمهم، ولكني لن أجربه ابدا." ويخطط مشروع المريخ لإطلاق مهمة امداد للهبوط على المريخ في أقرب وقت أي في تشرين الاول/اكتوبر 2016، وسترسو المستعمرة البشرية في عام 2020.

وسيجري اختبار أنظمة الهبوط ثماني مرات قبل أن تستخدم لنقل البشر، وهي الخطوة التي ستجعل من المهمة أكثر امانا بكثير من بعثات القمر، وأنها تهدف بالأساس الى المساهمة في استقرار الانسان على سطح المريخ بحلول عام 2027.

وستستغرق الرحلة الى المريخ ما يقرب من 40 مليون ميل اعتمادا على موقعها في المدار، وفي وقت سابق من هذا العام تقلص عدد المرشحين من 200 ألف شخص الى 50 رجلا و 50 امرأة، وشملت القائمة 33 شخص من أميركا، و31 شخص من أوروبا و16 شخص من اسيا وسبعة من أفريقيا وسبعة من استراليا، وكتب كريس هادفيلد القائد الأسبق للمحطة الفضاء الدولية ان المهمة ربما لن تفهي بوعدها, وقال " هذا أمر عظيم، انا لا أعرف ربما التفاؤل للتعامل مع هذا المشروع مبالغ فيه، أخشى أن تجلب القليل من خيبة الامل للناس، لان الناس يعتقدون ان انطلاق المهمة سيحدث بالتأكيد."

وأضحت شركة انديمول المشاركة في الرحلة في وقت سابق العام الماضي انها ستوثق تقدم مجموعة الطامحين للتنافس على تذكرة كوكب المريخ لعام 2025، ولا يحتاج المرشحون الى أي مؤهلات عملية، سيأخذ تصويت الجمهور في المرحلة النهائية للاختيار، وسيكرس المرشحين النهائيين ثماني سنوات من حياتهم للاستعداد لرحلة ال300 مليون ميل.

وأضح ايغور ميتروفانوف من معهد أبحاث الفضاء في الأكاديمية الروسية للعوم أن اكبر خطر سيواجه المتطوعون هو تعرضهم لكميات هائلة من الاشعاع، وكرر مخاوف هادفيلد انه يشك في ان المتطوعون لهذه الرحلة يعرفون ما يكفي من العلم والتكنولوجيا لتحمل المخاطر، وكان الفريق انه بعد 1000 سنة سيتذكر الجميع على الأرض اول البشر الذين انتقلوا الى سطح المريخ، ومن المقرر ان يقلع المسبار الالي والسفينة في عام 2018 تليها مستعمرة البشر في عام 2020،وست بعثات من البضائع في عام 2022.

وكشفت الشركة مؤخرا كيف تخطط لتقليل عدد المشاركين من 100 الى 40 شخص، وستعقد الاختبارات لمدة خمس أيام من المقابلات والاختبارات على المرشحين، والمتبقين سيعزلون لمدة تسعة أيام.

وسيخضع بعد ذلك 24 مرشح للتدريب لمدة عشر سنوات على الأقل، وتابعت الشركة " لدينا الان 100 مرشح، ونحن نعمل على تقليل العدد الى 24 شخص الذين سيحصلون على فرص التدريب للذهاب الى المريخ، مقسمين الى فرق من أربع أشخاص على ستة فرق، وسيذهب فريق واحد في أول مرة بالتالي ستستمر الاختبارات حتى النهاية، وستكون هذه عملية طويلة من التدريب تستمر لمدة 10 سنوات على الأقل."

وسيجمع المشروع المرشحين ال100 النهائيين معا في مرحلة تقرير المصير وسيقسمون في 6 الى 10 فرق تضم بين 10 الى 15 عضو، وستبدأ جولات الاختبار المقبلة في شهر ايلول/سبتمبر عام 2016.