لندن ـ كاتيا حداد
قام باحثون في المختبرات الفيدرالية السويسرية لعلوم وتكنولوجيا المواد "إمبا"، ومقرها في مدينة "دوبندورف"، بإنشاء جهاز استشعار اصطناعي للفاكهة، يمكنه مراقبة درجة حرارة الفاكهة، للتحقق ما إذا كانت طازجة ولم تُفسَد خلال عملية النقل. وتقوم هذه الأجهزة ثلاثية الأبعاد التي تأخذ نفس شكل وحجم الفاكهة التي تتم تعبئتها فيها، بأخذ قراءات دقيقة لتغير درجة الحرارة.
وتسجِّل "فاكهة الروبوت" ما يحدث أثناء انتقال الفاكهة، من حيث التدفئة والتبريد. وعند الوصول إلى الوجهة، ما يعطي جهاز الاستشعار معلومات مفصلة، حول ما إذا كان كل شيء على ما يرام. معلوم أن الطريقة الوحيدة حاليًا، لاختبار الفاكهة هي من خلال إدخال جهاز استشعار داخل عربات النقل. إلا أن هذا يعتبر مضيعة للوقت، وغالبا ما تكون القراءات غير دقيقة.
وأكد الدكتور ثيجس ديفراي، رئيس المشروع، أنهم حللوا أجهزة الاستشعار الجديدة، بدقة، في غرفة التبريد، وكانت جميع الاختبارات ناجحة. كما أنهم يعملون على تطوير أجهزة استشعار، لكل نوع من الفاكهة، وحتى للأصناف المختلفة من نفس الفاكهة. وتوجد حاليا أجهزة استشعار، مخصصة لأصناف التفاح من نوع "بريبورن" و"غوناغولد"، وتوجد أجهزة كذلك مخصصة للمانغا من نوع "كينت" والبرتقال والموز من نوع "كافنديش" الكلاسيكي.
وتخضع الفاكهة للأشعة السينية بغرض محاكاة خصائص كل نوع منها، ثم تحدد خوارزمية الكمبيوتر بعد ذلك الشكل والملمس المثالي للفاكهة. ويحاكي الباحثون التركيب الدقيق لجسد الثمرة، وهو يتكون عادة من مزيج من الماء والهواء والسكر، باستخدام خليط من الماء والكربوهيدرات والبوليستيرين. وتعاين أجهزة القياس العادية الموجودة على جدران الحاويات درجة حرارة الهواء فقط، وهذا ليس كافيًا، لأنه من الممكن للفاكهة أن تكون فاسدة من الداخل.
وقال الدكتور ديفراي، إن فاكهة الروبوت مسجل عليها بيانات أكثر دقة بكثير من أجهزة القياس العادية، كما أنها تحاكي الفاكهة الحقيقية، مما يجعل الاعتماد عليها أفضل في درجات الحرارة المختلفة. وتبحث الشركة حاليا عن شركاء صناعيين محتملين لتصنيع تلك الأجهزة. وسوف يكلف جهاز الاستشعار حوالي 50 فرنكًا سويسريًا، ما يعادل 40 جنيه إسترليني، أو 50 دولارًا.