واشنطن ـ رولا عيسى
عاد فريق بحث من "ناسا" مُكّون من 6 أشخاص إلى حياته الطبيعية الأحد، بعد 8 شهور قضاها في عزلة تامة داخل مأوى، كجزء من البحوث المدعومة من ناسا لمحاكاة بيئة المريخ.ووفقا لموقع "ديلي ميل" البريطاني، لم يتمكنوا من تناول سوى الطعام المجمد والمجفف أو الغذاء المعلب خلال رحلة محاكاة المريخ، إلا أنهم استطاعوا اخبرا تناول عدد من الفواكه الاستوائية الطازجة مثل الأناناس والمانجو والبابايا فور خروجهم.
ويشارك الرجال الأربعة وامرأتان في دراسة تهدف إلى فهم أفضل للآثار النفسية التي ستترتب على مهمة الفضاء الطويلة الأجل على رواد الفضاء، وقال ضابط العلوم صمويل بايلور اليوم "إنه لمن دواعي السرور حقا أن نعرف أن المعرفة المكتسبة هنا من مهمتنا والبعثات الأخرى التي قامت بها هيئةHI-SEAS ستسهم في استكشاف المريخ في المستقبل والاستكشاف المستقبلي للفضاء بشكل عام".
وستساعد البيانات التي تنتجها وكالة ناسا في اختيار الأفراد والمجموعات مع المزيج الصحيح من الصفات التي تتكيف مع الإجهاد والعزلة وخطر رحلة تمتد من سنتين إلى ثلاث سنوات إلى المريخ، وتأمل وكالة الفضاء الأميركية في إرسال البشر إلى الكوكب الأحمر بحلول عام 2030.
وقد تم عزل طاقم السفينة لمدة ثمانية أشهر على سهل شاسع تحت قمة جزيرة ماونا لوا في الجزيرة الكبرى، وهى اكبر بركان نشط في العالم، وخلال ثمانية أشهر في العزلة، قام متخصص مهمة البيولوجيا جوشوا إهرليش بزراعة الخضروات الطازجة، وأضاف 'قمت بزراعة الجزر والفلفل، الملفوف الصيني، الفجل والطماطم والبطاطا والبقدونس والأوريغانو"، كما تعرضت جميع اتصالاتهم مع العالم الخارجي لتأخير 20 دقيقة - الوقت الذي يستغرقه الحصول على إشارات من المريخ إلى الأرض، وقد كلف الطاقم بإجراء المسوحات الجيولوجية، ودراسات رسم الخرائط والحفاظ على موطن الاكتفاء الذاتي كما لو كانوا يعيشون بالفعل على سطح المريخ.
وتعتقد أخصائية تكنولوجيا المعلومات في الفريق، لورا لارك، أن رحلة مأهولة إلى المريخ هو هدف معقول لناسا، وهذا المشروع هو الخامس في سلسلة من ست دراسات ممولة من وكالة ناسا في منشأة جامعة هاواي تسمى هوايي لاستكشاف الفضاء التناظري والمحاكاة، وقد خصصت ناسا حوالي 2.5 مليون دولار للبحوث في المنشأة.
وقالت لارك في رسالة فيديو مسجلة داخل القبة " توجد بالطبع عوامل بشرية ينبغي التوصل إليها، وهذا جزء من مهمة HI-SEAS "، وأضافت "لكن أعتقد أن التغلب على هذه التحديات هو مجرد بذل جهد، ونحن قادرون تماما على ذلك."
لعب الطاقم الألعاب المصممة لقياس مستويات التوافق والإجهاد وقاموا بحفظ سجلات حول كيفية شعورهم، ومن أجل قياس حالتهم المزاجية، ارتدوا أيضا أجهزة استشعار مصممة خصيصا لقياس مستويات الصوت والقرب من أشخاص آخرين في مساحة المعيشة التي تبلغ مساحتها 1200 قدم مربع (111 مترا مربعا)، كما قال المحقق الرئيسي للمشروع، الأستاذ كيم بينستيد، الأستاذ بجامعة هاواي إن الأجهزة يمكن أن تشعر إذا كان الناس يتجنبون بعضهم البعض، لقد تعلمنا، لشيء واحد، أن الصراع، حتى في أفضل الفرق، حتما سينشأ"، وتابع "لذلك من المهم حقا أن يتسم طاقم العمل، سواء كأفراد أو مجموعة، بالمرونة، وأن ينظروا إلى هذا الصراع ويتغلبوا عليه. "
واختبرت الدراسة طرقا لمساعدة الطاقم على مواجهة التوتر، فعندما يشعرون بالإرهاق الشديد، يمكنهم استخدام أجهزة الواقع الافتراضي التي تأخذهم إلى شاطئ استوائي أو مناظر طبيعية مألوفة أخرى، فيما أن هناك مشاريع أخرى لمحاكاة المريخ موجودة في جميع أنحاء العالم، لكن باحثي هاواي يقولون إن أحد المزايا الرئيسية لمشروعهم هو المشهد الوعر الذي يشبه المريخ، على سهل أحمر صخري تحت قمة ماونا لوا.
ويأتي المأوى المغطى بطبقة الفينيل في حجم منزل صغير من غرفتي نوم، ويحتوي على غرف نوم صغيرة لكل عضو بالإضافة إلى مطبخ ومختبر وحمام. وتشاركت المجموعة في دش واحد.