تابوتًا جليديًا يدخل مقبرة القطب الجنوبي

التقطت الأقمار الاصطناعية على مر السنين صورًا تظهر ما يبدو وكأنه تابوت أبيض ضخم يطفو في المياه السوداء قبالة سواحل أنتاركتيكا.

ويقول العلماء إن قطعة الجليد الغريبة في طريقها إلى مكان أصبح يعرف باسم "مقبرة الجبال الجليدية" , وأمضى هذا الجزء الغريب من الجليد آخر 18 عامًا وهو ينجرف في البحر بعد أن انفصل عن جرف "روس" الجليدي في مارس / آذار من العام 2000 , ولسوء الحظ فإنها تتوجه شمالًا نحو مياه أكثر دفئًا، في رحلة تشتهر بسرعة ذوبان الجبال الجليدية المشابهة.

ويكاد يصعب تصديق صورة الجبل الجليدي التي التقطها رائد فضاء في أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي، على الرغم من أنها صورة حقيقية، حيث أن الجسم الأبيض الضخم للثلج يظهر بشكل شبه كامل مثل التابوت، مع تغطيته بطبقة من الغيوم التي تعلوه، مما يضيف إليها "هالة مرعبة".

ووفقًا لوكالة ناسا، فإن هذا الشكل هو نتاج لظواهر طبيعية على مدار عمره الطويل في البحر، ويوضح عالم الجليد، كريس شومان، من جامعة ميريلاند بمقاطعة بالتيمور، والذي يعمل ضمن فريق وكالة ناسا أن هذا "التكسير يشبه تشقق الكريستال المعدني باستخدام ضربة مطرقة حادة".

ويقول العلماء إن "التابوت" يحمل اسم "B15-T "، وقد كان جزءًا من جبل جليدي أكبر بكثير يعرف بـ "B-15"، وقد استمرت رحلته 18.5 عاما تقريبًا، بعد أن انفصل عن جرف "روس" الجليدي، أكبر جرف جليدي في أنتاركتيكا , وقد شق طريقه منذ ذلك الحين على طول الطريق الطويل حول أنتاركتيكا، وانجرف عبر جنوب المحيط الأطلسي بين جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية، وفقًا لصور القمر الاصطناعي التابع لوكالة ناسا باستخدام مقياس الطيف الضوئي ذي الرؤية المعتدلة "MODIS".

وتقول ناسا إن الجبل الجليدي يتجه نحو المنطقة التي "تذهب إليها الجبال الجليدية للموت"، حيث تميل المياه لأن تكون أكثر دفئًا من تلك الموجودة في المحيط الجنوبي، مما يؤدي إلى "موت" الجبال الجليدية عند المرور بها , ووفقًا ل وكالة الفضاء الأميركية، فإن فصل الشتاء في نصف الكرة الجنوبي اقترب من نهايته عندما تم رصد الجبل الجليدي في سبتمبر/ أيلول، "وبالتالي فإن عودة أشعة الشمس الوفيرة يمكن أن تؤدي إلى زيادة سخونة المياه حوله".