كاتماندو ـ أسعد كرم
كشفت كارثة الزلزال في "نيبال" عن أنَّ قطع اليابسة تتحرك لتشكيل قارة عملاقة جديدة، وفقًا لأحد الباحثين الذي سافر إلى البلاد لدراسة كيفية اقتراب الصفائح الأرضية الهندية والأوراسية من بعضها.
وباستخدام تقنيات جديدة، يمكن للباحثين دراسة التغيرات المقرر أن تُجرى على مدى عشرات الملايين السنين المقبلة بشكل لم يسبق له مثيل. لكن فكرة تحريك قطع من اليابسة لتشكيل قارة عملاقة جديدة يعتبر أمر ليس حديث.
وذهب العالم الجيولوجي من جامعة "كورتين" الأسترالية الدكتور تشنج شيانج لي، إلى نيبال لدراسة تصادم الصفائح الهندية والأوراسية. وتستمر الصفيحة الهندية في الاتجاه شمالاً بمعدل بضعة سنتيمترات في السنة ما سبب النشاط، ولكن قارات أخرى تتجه أيضا نحو بعضها البعض.
وتقل مساحة المحيط الهادي بضعة سنتيمترات في السنة، والذي يؤدي في نهاية المطاف إلى اتصال أمريكا وأوراسيا، في حين تتحرك أستراليا أيضا نحو آسيا بمقدار 2.8 بوصة سنويًا.
وأوضح العالم الجيولوجي أنَّ تشكيل القارة العملاقة الجديدة بالكامل سوف يستغرق ما لا يقل عن عشرات ملايين السنين ربما مئات ملايين السنين.
واستطاع العلماء تتبع هذه التغييرات في طرق غير مسبوقة باستخدام تقنيات جديدة، إذ يستطيعون مقارنة الأمر مع القارات العملاقة السابقة اللاتي تأسسن منذ أكثر من مليار سنة.
وأصبح مكان تشكيل هذه القارة العملاقة مصدر للجدل، إذ يعتقد البعض أنّها سوف تتمحور حول أفريقيا، نقلاً عن دراسة أجرتها جامعة "ييل" في العام 2012 التي اقترحت أن القطب الشمالي سيكون في الواقع نقطة المركز.
وتتوقع الدارسة اندماج أميركا الشمالية والجنوبية معًا، في حين سيختفي البحر الكاريبي والمحيط المتجمد الشمالي، وستنضم آسيا إلى الأميركتين. وأشار البحث إلى أنَّ التغييرات ستحدث خلال فترة تتراوح بين 50 إلى 200 مليون سنة.
وتشكلت القارة العملاقة الأخيرة "بانجيا" قبل نحو 300 مليون سنة وكانت أفريقيا في مركزها ثم تفككت إلي القارات السبع المتواجدات حاليًا ثم ظهر المحيط الأطلسي بعد حوالي 100 مليون سنة.
ويعتقد الباحثون أنَّ "بانجيا" هي ثالث أو رابع قارة عملاقة في تاريخ الأرض، سبقتها قارة "رودينيا" التي تشكلت قبل مليار سنة، و"نونا" التي تشكلت قبل 1.8 مليار سنة.
وقدم العالم الألماني ألفريد فيجنر فكرة الانجراف القاري في العام 1912 لشرح شكل الدول التي كانت مثل قطع أحجية.
ويتكون سطح الأرض من سبع صفائح تكتونية رئيسية وصفائح عدة صغيرة تتحرك بسرعات متفاوتة تتراوح من بضعة ملليمترات إلى سنتيمترين في السنة، والاحتكاك بين الصفائح هو ما يسبب الزلازل.