لندن ـ كاتيا حداد
أنفقت شركة "فيسبوك" 250 مليون جنيه إسترليني لشراء 56 فدانًا من الأراضي المجاورة للمقر الحالي في مينلو بارك، في ولاية كاليفورنيا بهدف بناء "مدينة للشركة".
وتسعى "فيسبوك" من خلال مدينتها الجديدة، إلى الاقتفاء بأثر الكثير من الشركات التي أنشأت مدنًا أو بلدات لإسكان الموظفين فيها، لحل أبرز قضايا القرن الـ21 التي تشمل ارتفاع أسعار المنازل والاحتفاظ بالعاملين.
وتستحضر مدن الشركات في بريطانيا الصور النموذجية للقرى التي أنشأها رجال الأعمال الفيكتوريين لصالح الموظفين الذين يجلبون مكاسب بالملايين.
ومن ضمن هذه المدن بورنفيل في برمنغهام، التي أسسها الإخوة "كادبوري" في الفترة بين عام 1893 و1920، ومدينة سالتير في برادفورد الذي أسسها مالك "تيتوس سولت" عام 1850.
وعلى الرغم من عدم اكتمال خطط "فيسبوك"؛ لكن يبدو أنَّ مدينة الشركة ستشمل مكاتب ومحلات تجارية وفنادق ومنازل للموظفين بالإضافة إلى مراكز اللياقة البدنية والترفيه.
وصرَّحت أستاذ الهندسة المعمارية في جامعة "بيركلي" مارجريت كروفورد، بأنَّ أهداف "فيسبوك" مماثلة لأهداف غيرها من الشركات عن تأسيس المدن الخاصة بهم، وهي جذب العاملين المهرة، ولزيادة الولاء للشركة وارتفاع درجة الإنتاجية.
وأضافت كروفورد "لا أعتقد بأنَّ دوافع الشركة لها أهمية خاصة، وتكون عادة مزيج بين الخير والسيطرة ويوضح كتابي أنَّ مدن الشركات ليست فعالة جدا في السيطرة، نظرًا إلى حرية التنقل وتدفق المعلومات في العصر الحالي".
وتبني الشركات في الصين عادةً المدن للموظفين بجوار المصانع، ومن أشهرها مدينة تييوان، الذي أسستها "فوكسكون" للتكنولوجيا، المورد التايواني للعلامات التجارية الالكترونيات مثل "أبل".
وشارك ألفا موظف في أعمال شغب بسبب الحراسة الأمنية المشددة في المهاجع التي وصفها صحافي سري بأنها "كابوس"، عام 2012.
وتختلف "تاتا تاون" في الهند كثيرًا ويعيش فيها أكثر من مليون نسمة، ولكن هذا ليس كل شيء، حيث كشفت مجلة "الإيكونوميست" أخيرًا أن شركة "تاتا" تدير حديقة الحيوان، وصحيفة محلية وحتى أكاديمية تدريب كرة القدم.
وانتشر الاتجاه في جميع أنحاء العالم وتم تأسيس مدن للشركات في ألمانيا و البرازيل و شرق أوكرانيا .
وأوضحت مؤلفة كتاب جديد "شوارع الأحلام" جاكلين يالوب، أنَّ "شركات التكنولوجيا هي من تملك المال والرؤية للتفكير بهذا الطموح على الأرجح".
وتابعت يالوب "أعتقد أن مدينة "فيسبوك" هي فكرة مثيرة للاهتمام، لا سيما إذا تم اكتشاف سبل لإدماج حقيقي بين المجتمعات الحالية والمجتمعات الجديدة، وهذا أمر فشلت في تحقيقه مدن الشركات القديمة ".
كما أنَّ أكبر شركة مشاركة في مدينة "ماونتن فيو" في كاليفورنيا هي شركة "غوغل"، مع شركات تكنولوجية أخرى.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، كشفت "غوغل" التصاميم لمقرها الجديد، التي وصفها أحد مهندسيها، توماس هيزرويك بأنَّها "فرصة رائعة لإنشاء منزل جديد لغوغل، و تحسين المجتمع والبيئة المحلية".
يُشار إلى أنَّ مدن الموظفين قد تكون أمرًا مثيرًا للجدل أو أمرًا مرحبًا به؛ لكن بلدات شركات التكنولوجيا في القرن الـ21، خلافا لسابقاتها، ستسمح لسكانها بالاسترخاء في نهاية اليوم.