النوم المشترك مع الطفل

من الأسئلة المهمة التي تطرح دائما عندما نتحدث عن علاقة الأم بالمولود هو هل ينام المولود بجانب أمه؟ أم ينام في حجرة منفصلة؟ نوم الطفل مع أمه شائع جدا حول العالم ماعدا العالم الغربي، ولكنه يكتسب شعبية يوما بعد آخر هناك.
فوائد النوم المشترك:

    الترابط: إذا كنت تعملين بالنهار، فإن النوم المشترك يعطيكِ فرصة للترابط مع طفلك وقضاء وقت معا قبل النوم. هذا الترابط مهم لطفلك ويؤثر على حياته طول العمر.
    نوم أفضل للطفل والوالدين: عندما ينام طفلك بجانبك ويشعر بوجودك فيساعده ذلك على الشعور بالراحة والنوم بعمق، كذلك عندما يستيقظ من النوم، من السهل أن يعود إليه بلمسة خفيفة منك تشعره بوجودك ليطمئن وينام.
    كشفت الدراسات عن أن الأم تحصل على نوم أطول من خلال النوم المشترك مع الطفل لأنها لا تحتاج إلى الاستيقاظ التام لتذهب حجرة أخرى وترضع الطفل. فعلى عسك استيقاظ الأم على صراخ الطفل من حجرة أخرى، الأم التي ينام طفلها بجانبها لا تحتاج إلى كل هذا البكاء والصراخ لتستيقظ.
    الرضاعة: الدراسات كشفت أيضا أن الطفل الذي ينام بجانب والدته يحصل على رضاعة أكثر من الطفل الذي ينام في حجرة منفصلة. وفي بعض الأحيان الأطفال الرضع في سن أكبر يمكنهم الرضاعة دون ايقاظ الأم.
    نمو أفضل: الأطفال الذين ينامون بجانب أمهاتهم تكون درجة حرارتهم مستقرة وضربات قلبهم طبيعية. جربي هذا بوضع ابنك على صدرك ومراقبة تنفسه، سوف تشعرين أنه يضبط نفسه عليك. هذا بالإضافة إلى ان معدلات الكورتيزول - هرمون التوتر - لديه تكون منخفضة لأن الأم في هذه الحالة سريعة الاستجابة له مما يجعله أقل توترا.
    النوم المشترك يؤثر أيضا على الصحة العامة. فهناك دراسات تشير إلى أن نوم الأطفال الذين ناموا مع أمهاتهم وهم صغار  أصبحوا شبابا أكثر سعادة وأقل قلقا ولا يخافون من النوم وسلوكياتهم أقل سوءا وثقة أعلى بالنفس وكذلك شعورا أكبر بالاستقلالية.
    تقليل مخاطر الموت المفاجىء للرضع: بحسب دراسات حديثة، يقلل النوم المشترك من مخاطر الموت المفاجىء للرضع بالرغم من أن السبب غير واضح حتى الآن. ولكن هناك ظنونا أن هذا له علاقة بتواجد الأم والأب بالقرب منا لطفل وبالتالي استجابتهم السريعة عند حدوث أي شىء للطفل.  

مساوىء النوم المشترك مع الطفل:

    مرحلة نقل الطفل إلى حجرته الخاصة: في وقت معين، عندما يكبر الطفل بما يكفي لأن يترك حضن أمه وينام في غرفته تصبح هذه الفترة صعبة على الطفل وعلى أمه، فهو عليه أن يتعود على غرفته والنوم فيها والنوم بعيدًا عن أمه. فتكون هذه المرحلة صعبة وطويلة مليئة بالقلق والبكاء. ولكن مع الصبر والإصرار ستتمكنين من النجاح في هذه المهمة.
    حياتك الشخصية: وجود الطفل نائما على سرير الأبوين لعدة سنوات يصبح عائقا لحياتك الشخصية مع زوجك. فعليكما الانتقال لغرفة أخرى مثلا. عليك أن تفكري مع زوجك وتقرران معا.

أشياء لابد من أخذها في الاعتبار:

    النوم المشترك ليس بالضروروة مناسبا للكل: النوم المشترك مع الطفل خيار وليس تصرفا اجباريا. يمكنك اختيار الأنسب لك ولأسرتك ولطريقة حياتك. الأطفال أيضا مختلفون، فهناك مَن مِن السهل عليهم أن يناموا في غرف مستقلة دون الشعور بالقلق.
    هناك خيارات أخرى:  إذا كان من الصعب أن ينام معك الطفل على سرير واحد لسبب أو لآخر، يمكنك أن تحضري له سرير صغير لينام في نفس الحجرة، فيكون أقرب ما يكون إليك، ومن الممكن أن ينام معك على السرير من وقت لآخر.

الأمان:

سرير الكبار ليس مصمما لحماية الأطفال، لذلك عليك أن تراعي أن توفري وسائل الحماية. تأكدي أن الفراش مسطح ومستقيم، تجنبي استخدام الأغطية الثقيلة، الوسائد ربما تجعل التنفس صعبًا، لابد أن تكون الملاءات والمفارش خفيفة، ولا تجعلي ابنك دافئا زيادة عن اللزوم حتى لا يصاب ببرد في ظهره أو معدته.

    لا يجب أن ينام الطفل مع أم تدخن أو تشرب أو تتناول المخدرات أو زائدة في الوزن أو تتناول أدوية منومة.
    الأطفال الكبار لا يجب أن يناموا مع الرضع أبدا. لابد أن يكون بينهما شخص كبير.
    الأم التي نومها "ثقيل" أو تتقلب كثيرا أو مرهقة جدا، لابد أن تفكر في بديل آخر عن النوم المشترك مع الطفل، حتى لا تحدث الحوادث لا قدر الله.
    هناك أيضا مخاوف أن يسقط الطفل من على السرير. يمكنك منع ذلك بوضع السرير ملاصقا للحائط.

إن النوم المشترك من الممكن أن يكون مصدر للسعادة والترابط بين الطفل وأبويه. تذكري أن تضعي في الاعتبار احتياجات أسرتك وتحدثي مع زوجك أولا واتخذا القرار سويا. وكذلك خذي في اعتبارك النصائح السابقة حتى تستمتعي مع طفلك بنوم عميق وآمن.