التلعثم فى الكلام عند الأطفال

لتلعثم ليس غريبًا عن الأطفال فى سن 2 إلى 5 سنوات من العمر . ففى معظم الأحيان يكون ضمن عملية تعلمه الكلام وتشكيل الكلمات فى جمل ، وممكن أن يختفى ويظهر ، وربما يظل لفترة أسابيع أو يستمر لمدة سنة أو سنتين . ومعظم الأطفال يتغلبون على التلعثم بدون تدخل طبى ، ولكن بعضهم قد يظل معه مما قد يسبب له مشاكل فى الدراسة فيما بعد .

ما هو التلعثم ؟
التلعثم هو حالة من الاضطراب فى التعبير الخطابى والذى يتخذ العديد من الأشكال مثل إعادة نفس الصوت أو المقطع اللفظى وخاصة فى أول الكلمة (أا-اا-ااسد) ، أيضاً ممكن أن يظهر فى إطالة الكلام (ألعابىيييييي) . وقد يندرج أيضاً حذف بعض الأصوات اللفظية أو التوقف عن الكلام ضمن التلعثم ، أو ضم أصوات إلى الكلام مثل (ا-ا-ا-ا) .
الفرق بين التلعثم الطبيعى والتلعثم بسبب مشكلة

    ليس الأمر سهلاً فى أغلب الأحيان لتعرفى الفرق بين التلعثم المؤقت أو ما إذا كان سيصاحب طفلك حتى سنوات الدراسة . ومع ذلك هناك بعض العلامات التى قد تشير إلى أن التلعثم قد يشكل مشكلة :
    لاحظي التوتر والصراع فى عضلات الوجه عند النطق .
    لاحظي ارتفاع حدة الصوت عن التلفظ بالتكرار .
    فى بعض الحالات الأكثر شدة قد تلاحظين أن الطفل يبذل مجهودًا كبيرًا فى محاولة الكلام .
    فى بعض الحالات الأكثر شدة قد تلاحظين أن الطفل يغير من الكلمات حتى يتفادى التلعثم أو يستخدم أصوات إضافية . وقد تلاحظين أيضاً أنه يتجنب كثيراً الحالات التى تستدعى الضرورة فى أن يتحدث .

أسباب التلعثم
هناك أربع أسباب قد تؤدى إلى التلعثم لدى الأطفال :

    . التاريخ العائلى فى التلعثم . لا يوجد دليل علمى على ارتباط التلعثم بالوراثة ، ولكن وجدت الأبحاث أن حوالى 60٪ من حالات التلعثم للأطفال ، كان لديهم أحدٌ فى عائلتهم متلعثم أو قد تلعثم من قبل .
    . اختلاف الأطفال . فالأطفال الذين يعانون من مشاكل أخري فى اللغة أو النطق ، هم أكثر عرضة للتلعثم عن الأطفال الآخرين
    . الفسيولوجيا العصبية . فى بعض الأطفال يتطور النطق والحديث لديهم فى مناطق مختلفة من الدماغ عن أولئك الأطفال الذين لا يعانون من التلعثم . ويدل ذلك على طريقة التحكم فى عضلات النطق بواسطة الدماغ وارتباطها بالتلعثم .
    . روابط العلاقة الأسرية . بعض الأطفال يعانون من التلعثم بسبب الخلافات العائلية في الأسرة ، أو نمط الحياة السريع .
 
استشارة الطبيب

    يمكنك استشارة طبيب متخصص إذا لاحظتِ على طفلك أحد هذه الأعراض :
    التلعثم يزيد مع الوقت ويصبح أكثر توتراً .
    التلعثم يصحبه حركات جسدية أو حركات فى عضلات الوجه .
    الحديث يشعر طفلك بالتوتر ويصعب عليه القيام به .
    يتفادى الطفل المواقف التى تستدعى الحديث .
    توتر صوتى يؤدى إلى ارتفاع حدة الصوت .
    عندما يستمر التلعثم بعد سن الخامسة من العمر .

كيف تساعدين طفلك فى المنزل لتخطى التلعثم

    اخلقى مواقف حيث يكون الحديث سلس ومسلى وباسترخاء .
    تكلمى مع طفلك بدون مقاطعة التليفزيون أو أى من الملهيات الأخرى .
    لا تنتقدى التلعثم لدى طفلك أو تصرين على أن ينطق بصورة صحيحة .
    لا تضغطى على طفلك بأن يتحدث مع الناس وترغميه بأن يجلس ويتكلم. شجعيه على الأنشطة التى لا تتطلب حديث .
    استمع إلى طفلك بانتباه ، وانظرى إلى عينيه أثناء الحديث بدون أن يظهر عليكِ الضجر أو التململ .
    تجنبى الانفعالات السلبية عندما يتلعثم طفلك ، من المهم أن يشعر بأنه باستطاعته أن يتواصل حتى إن كان يتلعثم .
    بالرغم من أن بعض العبارات مثل " توقف وخذ نفس عميق " أو " تكلم ببطء " تقال لتساعد الطفل ، ولكنها فى الحقيقة قد تشعره أكثر بمشكلاته فى الحديث والتواصل .
    تكلمى بهدوء واسترخاء وبطء حتى يحذو الطفل حذوك ويفعل ذات الشىء .
    لا تجزعى من الكلام عن التلعثم مع طفلك . عندما يأتى إليكِ بأسئلته عن التلعثم ولم يحدث له ، تكلمى معه بصراحة ووضوح وذكريه أنها مرحلة مؤقتة حتى يتمرس على فن الحديث .