القاهرة - العرب اليوم
عادة ما يشهد الأطفال حديثي الولادة الكثير من التطور في الأيام الأولى من أعمارهم، وعادة ما تختلف سمات النمو والتطور من طفل لآخر، تبعاً لعدة عوامل منها الوراثة، ظروف عملية الولادة، فاعلية المشيمة قبل الولادة.. وهكذا.
لذا عادة ما يكون هناك العديد من الأسئلة تخص أي أم في انتظار وصول طفلها عن علامات تطور الطفل، وخاصة إذا كانت أم لأول مرة، وينطبق هذا أيضاً على مراحل تطور الرضاعة الطبيعية.
فبالطبع تقييم عملية الرضاعة من ثدي الأم تختبلف وتحتوي على الكثير من التفاصيل أكثر من مجرد النظر على علامات الببرونة، لذا قد يصحب عملية الرضاعة الكثير من اللبس بالنسبة للأم، خاصة إذا بدأت في مقارنة تغذية ونمو طفلها بالرضع اللذين يعتمدون على الرضاعة الصناعية، فالحقيقة أنه هناك فارق بين الأطفال اللذين يتناولن تغذيتهم من الأم عن التغذية الصناعية، تبعاً للفارق بين حليب الأم والحليب الصناعي.
وهذا دليلاً كاملاً عن أهم معالم تطور الرضاعة عند طفلك في الأيام الأولى من عمره، ولكن عليكِ أن تتذكري دائماً أنه هناك فروق فردية بين الأطفال وبعضهم، وأن هذه المعلومات هي المتوسط العام للأطفال.
عند الولادة:
احرصي أن تبدأ الرضاعة عقب الولادة مباشرة، سواء داخل غرفة الولادة أو غرفة الإفاقة بعد الولادة مباشرة، لأن ذلك يضع أساس الإمدادات الهرمونية بجسمك، والتي تحدد كميات الحليب في المستقبل.
يفضل أن تعطي لنفسك وطفلك الوقت الكافي دون مقاطعة، لتلامس جسمك لجلده، وغالباً ما سيعرف طفلك طريقة للرضاعة دون مساعدة، وتذكري أن الرضعة الأولى تساعد على استقرار مستويات السكر في دم الرضيع.
أغلب الرضع سوف تكون رضعتهم الأولى هي الأفضل في خلال أول يومين، وسوف تستغرق من 20 إلى 30 دقيقة، إذا لم يكن الطفل يشعر بالنعاس نتيجة للعقاقير التي تناولتها الأم أثناء الولادة.
احرصي على إخبار الممرضات والأطباء والتأكيد على ألا يعطوا طفلك أي رضعات صناعية أو ببرونة.
تذكري أنكِ إذا تعرضت لنزيف أو فقد لكميات من الدم أكبر من اللازم، فذلك قد يؤثر على كميات الحليب المتدفقة من ثدييك.
اليوم الأول
يجب أن تعلمي أن الرضعات الأولى لطفلك تعتمد على الجودة وليس الكم، بمعنى أن ثدييك عقب الولادة ولليومين التاليين ينتج كميات صغيرة من اللبن أو «السرسوب»، وهو حليب شفاف يميل للإصفرار، ويحتوي على كميات كبيرة من البروتين، الدهون، الفيتامينات، وبعض المضادات الحيوية، التي تساعد على وقاية طفلك من البكتيريا والعدوى.
أثناء الرضاعة.. فإن هرمون «الأوكسيتوسين» يساعد على عودة الرحم لشكله الطبيعي قبل الولادة، ويحميكي أيضاً من أي نزف زائد بعد الولادة، لذا قد تشعرين ببعض الانقباضات في الرحم أثناء الولادة.
في خلال الـ 24 ساعة الأولى من عمر طفلك، يتوقع أن يقوم بالتبول مرة أو مرتين فقط، وذلك لأن السرسوب يكون سهل الامتصاص والهضم، ومثالي للتغذية في الساعات الأولى.
يجب ألا تتخطى المدة الزمنية بين كل رضعة 3 ساعات، وإذا وجدتي أن طفلك مستغرق في النوم وغير راغب في الرضاعة، عليكِ إيقاظه واطعامه، ولا مانع من تجريده من ملابسه لحدوث تلامس بين جلدك وجلده، والذي يساعده على الانتباه والرضاعة.
عادة ما تستغرق رضعة حديث الولادة من 10 إلى 45 دقيقة، لذا اعطي طفلك وقته كاملاً.
عليكِ أن تعلمي أن فم طفلك يكون شديد الحساسية في الفترة الأولى، ويستجيب بسهولة لأي تحفيز، سواء من الأصبع أو الببرونة بشكل يختلف عن الحلمة، لذا تجنبي تعريض طفلك لتلك المحفزات قبل 6 أسابيع، حتى لا يؤثر على استجابته لثدييك.
اليوم الثاني
في الأيام القليله التالية للولادة، تكرر الرضاعة يلعب دوراً كبيراً في إيقاظ المستقبلات الحساسة لهرمون «البرولاكتين»، والذي يعتبر الهرمون الرئيسي لإنتاج الحليب، لذا حتى في حال إذا كان طفلك بعيداً عنكِ في الحضانة، أو غير قادر على الرضاعة الطبيعية لأي سبب من الأسباب، فعليكِ استخدام مضخة الثدي اليدوية كل ثلاث ساعات، وذلك لتحفيز الجسم على إرسال الإشارات لإنتاج الحليب.
قد تشعرين ببعض الألم أو التوجع أثناء الرضاعة، ولكن لا داعي للقلق أو اعتبار ذلك علامة لمشكلة ما، فالشعور ببعض الألم في الثدي أثناء أو بعض الرضاعة أمر طبيعي، حتى يبدأ جسمك في التعود على الوضع الجديد.
قد لا يرضع طفلك لفترات طويلة، وهذا أمر طبيعي عند حديثي الولادة، ولكن يجب أن تتمسكي بمحاولة ارضاعة كل ثلاثة ساعات.
اليوم الرابع
مع بلوغ طفلك اليوم الرابع، فأنتِ الآن قد اعطيت طفلك جرعته من لبن السرسوب الغنية بالمعادن، والتي سوف تساعد طفلك على أن يعمل جهازه الهضمي بشكل طبيعي.
عاد ما يتم وزن طفلك في هذه المرحلة، معظم الأطفال يفقدون خلال هذه الأيام حوالي من 8 إلى 10% من وزن الولادة، والأطفال اللذين يرضعون طبيعياً يكونوا معرضين لفقد وزن أكثر من اللذين يرضعون حليب صناعي.
في هذه المرحلة يبدأ جسمك في إنتاج الحليب الطبيعي، وقد تواجهين بعض التورم والدفء في ثدييك، وهو أمر طبيعي، ولكن بعدما يبدأ طفلك في الانتظام في الرضاعة، يبدأ الجسم في التنبؤ بكميات الحليب اللازمة والصحيحة التي يحتاجها طفلك.
من الأمور الشائع حدوثها في هذه المرحلة هو حدوث انسداد في قنوات الحليب، لذلك يجب أن تفحصي ثدييك جيداً، ويفضل عدم ارتداء حمالة الصدر في تلك الأيام القلية، لأنها قد تجعل التورم والألم أسوأ في الثديين.
يبدأ لون الحليب في التغيير التدريجي من الأصفر إلى الأبيض، حتى يصبح أكثر كثافة، بعد أن يبدأ في إنتاج غني أكثر بالدهون والفيتامينات واللاكتوز، وكمية أكبر من السعرات الحرارية.
يظل في هذه المرحلة النمط الغذائي لطفلك غير مستقر وغير منتظم، لذا استمري في إطعامة لأطول فترة ممكنه كلما استيقظ، ويكون معدل الوقت لكل رضعة في حدود 15 أو 20 دقيقة.
قد يرفض طفلك الرضاعة من أحد الثديين، ويتمسك بالثدي الآخر، ولكن عليكِ أن تستمري في المحاولة في ارضاعة من الجهتين.
اليوم الخامس
الأطفال اللذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية، يشعرون بالجوع أكثر خلال الليل، لذا وارد أن تستيقظي كثيراً خلال الليل لإطعام طفلك، وأيضاً تكون إنتاج هرمونات الحليب في الليل أكثر.
قد يحدث بعض الالتهابات في الحلمات في هذه المرحلة، وعادة ما تنتهي في خلال 10 أيام، ولكن إذا وصلت لحدوث تشققات أو نزف، فعليكِ بالعرض على الطبيب لتلقي العلاج المناسب.
الأسبوع الأول
عند بلوغ طفلك عمر الأسبوع، يبدأ وزن طفلك في الزيادة التدريجية، حيث أن حليب الثدي يصبح أكثر غنى بالفيتامينات والدهون، وفي هذه المرحلة أنتِ لا تحتاجين لإيقاظه للرضاعة، وعليكِ فقط الاستجابة لاحتياجاته.
يصبح ثدييك ممتلئين بالحليب، ولكن تبدأي في الشعور بالراحة أكثر، وقد يبدأ ثدييك في تسريب الحليب.
يبدأ طفلك في البكاء كثيراً حتى بعد الرضاعة، وقد يرفض الرضاعة أحياناً، وهو أمر طبيعي ولا يشترط أن يكون ذلك مرتبطاً بالجوع.
يصبح الحليب الآن أكثر كثافة، ويتكون بالأساس من 90% من الماء، لذا فشرب كميات كبيرة من الماء أمر هام جداً لإنتاج الحليب.