تشكّل الخيارات الغذائية التي تقومين بها عن صغيركِ اليوم خطوةً مهمةً نحو العادات الغذائية التي ترغبين في أن تطبع حياته غداً.

وإن سمعتِ بالأمس عن فوائد الأطعمة العضوية، فأنتِ اليوم تتساءلين عمّا إذا كانت هذه المنتجات الطبيعية تستحق الكلفة الإضافية التي تترتب عن استهلاكها.
والحقيقة، وبحسب الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال: الأهم هو تناول الطفل مجموعة متنوّعة من الفاكهة والخضار واللحوم غير الدهنية والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان والأجبان قليلة الدسم أو الخالية منه، بغض النّظر عمّا إذا كانت عضوية أو تقليدية.

وصحيح أنّ الأطعمة العضوية تحتوي على نسبة قليلة جداً من المبيدات الحشرية والبكتريا المقاومة للأدوية، وهذا أمر مهم بالنسبة إلى الأطفال الذين لا يتمتعون بمناعة قوية لمقاومة المواد الكيمائية وتأثيراتها السلبية. ولكنّ العلماء لا يملكون حتى الآن الإثبات القاطع عمّا إذا كان الفرق بين المنتجات العضوية وتلك التقليدية قد يحدث فارقاً كبيراً في حياة الإنسان على المدى الطويل.

فمن الناحية النظرية، الأغذية التقليدية كما الأغذية العضوية غنية بالفيتامينات والمعادن والمواد المضادة للتأكسد والبروتينات والدهون وسواها من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الطفل. وإن كانت قدراتك المالية محدودة، لا تفكري في شراء الأطعمة العضوية الباهظة الثمن، لاسيما إن كان الأمر سيؤثر في معدل استهلاك طفلكِ اليومي للمنتجات الصحية عموماً والطازجة خصوصاً. وبرأي الخبراء، المستحسن بأن يتناول الطفل 5 حصص من الطعام التقليدي على أن يتناول حصة واحدة فقط من الخضار والبقول العضوية.

إن أردتِ، يمكنكِ أن تكوني انتقائية في اختياركِ للأطعمة العضوية، بكلامٍ آخر، يمكنكِ أن توسّعي بحثكِ عن الأغذية العضوية والتقليدية وتتعرّفي إلى أنواع المنتجات التي تحتوي على مواد كيمائية وملوّثات أكثر من غيرها. فالثمار التقليدية من البصل والذرة والأناناس والمانغو والملفوف والبابايا والكيوي والقرنبيط مثلاً، لا تنطوي على نسبة عالية من المبيدات الحشرية، ما يجعلها آمنة للاستهلاك من قبل طفلكِ على عكس التفاح والكرفس والعنب والفليفلة والدراق والخيار والبندورة والبطاطس والبازيلاء والسبانخ التي تعبق بالمواد الكيمائية ولا بدّ من استهلاكها عضوية.

وفي ما يتعلّق بالحليب العضوي، فلا يعتبر أكثر صحيةً من الحليب التقليدي، والأهم من الاثنين أن تحرصي على استهلاك طفلكِ الأصناف المبسترة من هذا الغذاء الأساسي.

حتى الآن، لم يصدر الحكم بعد بفوائد الأطعمة العضوية وتأثيرها في الصحة على المدى الطويل. وإلى حين صدوره، تنصحكِ "عائلتي" بأن تكوني جاهزة لأي معلومات جديدة قد ترد في هذا الخصوص وتٌعدِّلي غذاء طفلكِ على أساسها.