القاهرة - العرب اليوم
طفلك شخص مميز ومختلف مثل كل طفل آخر، هذه حقيقة يجب أن تكوني ملمة ومؤمنة بها إلى أقصى حد، أهم أماني كل أم وأب هو رؤية أبنائهم أشخاص ناجحين وسعداء في حياتهم، لكن قد يظن البعض أن النجاح لا يأتي إلا من خلال التفوق الدراسي والالتحاق بكلية قمة، والالتحاق بوظيفة في مكان مرموق، لكن إذا ما نظرنا للكثير من الأشخاص الناجحين من حولنا، سنكتشف أن الكثير منهم لم يكونوا أشخاص متفوقون بالمعنى المعروف دراسياً، لكنهم اتبعوا ميولهم ومواهبهم وتفوقوا فيها.
كأم عليكِ تشجيع أبنائك على اكتشاف مواهبهم وميولهم ومساعدتهم على تنميتها، تطرح لكِ بعض النقاط التي قد تساعدك في مساعدة أبنائك للوقوف على مواهبهم.
اشركي طفلك في العديد من الأنشطة
في المراحل العمرية الأولى قد لا يعرف الطفل جيداُ ما يحبه وما يريده، ونرى العديد من الامهات والآباء يقومون بإلحاق أبنائهم بالأنشطة التي يحبونها أو يفضلونها هم، بغض النظر إذا ما كان الطفل يحبها أم لا، فمن الرائع حث ابنك أو ابنتك على ممارسة الرياضة، لكن ما المانع أن تشجعيه على تجربة أنشطة أخرى كالرسم، الموسيقى، ورش التكنولوجيا الخاصة بالأطفال، فمطربة الأوبرا الصغيرة جاكي إيفانتشو لم تعلم يوماً عن موهبتها، حتى اصطحبها والديها يوماً لمشاهدة عرض «فانتوم اوف ذا اوبرا»، ثم فوجئا أنها تقوم بأدائها بحب وشغف، فمجرد اصطحاب الأبناء لمشاهدة شىء مختلف، قد يكون بداية لاكتشاف مواهب مذهلة.
تحدثي إلى طفلك واستمعي له
كوني مستمعة جيدة لأطفالك، وتحدثي معهم دائماً عما يحبون وما يفضلونه، فالطفل عادة يتحدث بعفوية عما يشعر به داخلياً، وحتى إذا كان ما يقوله لا يروق لكِ.. استمعي إلى النهاية، ربما تجدي في كلامه الإشارة عما يكمن داخله من مواهب، تحدثي أيضاً مع المعلمين.. واعلمي منهم ما يستهوي طفلك حقاً، فنوعية الدروس التي يفضلها طفلك تعكس بشكل كبير نوعية ميوله، ويساعدك أنتِ في توجيهه نحوها.
شجعي مواهب وأحلام أبنائك
صادفت العديد من الأشخاص كان لوالديهم الدور الأكبر في الوقوف في طريق أحلامهم، وذلك لمجرد أن كان لهم رأياً مختلفاً عن الأبناء، فحتى لو كانت هواياتهم لا تعجبك، اتركي لهم مساحة لاكتشاف ذلك بأنفسهم، وحتى لو كنتِ ترينها غير واقعية، فاتركي لهم فرصة الحلم وتتبع أحلامهم وساعديهم على تنمية المهارات التي تنقصهم للوصول إلى هذا الحلم.
اتركي لأبنائك القيادة
أرى العديد من الآباء الذين يقررون بالنيابة عن الأبناء نوعية الدراسة التي سوف يدرسونها، والكلية التي سوف يلتحقون بها، وأحيانا المواد التي عليهم دراستها، لكن ما عليكِ فعله هو المراقبة والتوجيه فقط، مع ترك الفرصة لهم لإدارة الدفة وحرية الاختيار، فيمكنك ابداء النصح بناء على وجهة نظرك، واسداء النصائح أو المساعدة في تحقيق ما يرغبه الأبناء، لكن القرار في النهاية يجب أن يكون لهم، فإذا طلب منك ابنك الالتحاق في أحد الدروس الفنية، ثم جاء لكِ في منتصف الفصل ليخبرك أنه لا يريد الاستمرار، لا توبخيه وتلوميه.. فيكفيه خبرة التجربة، ويمكن مثلاً أن تخبريه أنه لا مانع لديكِ، لكن عليه إكمال الحصص المتبقية حتى يتعلم قيمة عدم إهدار المال.