اكتشفي هل تحتاجين إلى الخبرة في الحب أم لا

تسمعينها كثيراً؛ "خبيرة في الحبّ"، ما يعني أنّ علاقاتها المتعددة وتجاربها جعلت منها ضليعة في أمور الحبّ، مشاكله وزواريبه، ولا شكّ أنّك تقفين أمام مرآتك قائلة :" أنا لا املك الخبرة" فهل هي فعلاً ضرورية في الحبّ؟ 

لا شكّ أن الانسان ابن التجارب الحياتية التي يعيشها، وأنا اليوم مختلفة تماماً عن نفسي في اليوم الذي سبق والسنين الماضية، ومن كل تجربة يتعلّم الانسان دروساً ترافقه لأيامه كلّها ولكن في الحبّ، هذا المفهوم الذي اقترب منه الفلاسفة والشعراء والعلماء ولكنّ احداً لم يستطع بعد إصابة صميمه بسهمه، تختلف المقاييس وتنقلب. 

قد تمكّنك علاقة عاطفية انتهيت منها، أن تقيّمي المشاكل العاطفية، بين السيء والكارثيّ وتكتشفي نفسك حين يصيبك سهم كيوبيد، ولكن هذا لا يعني أبداً انّها ستضمن لك نجاح تجربتك الحالية. إنّ الحبّ، شعور فطري يولد بين اثنين وتغذّيه اليوميات التي يتقاسمانها على درب علاقتهما من لقاءات واتّصالات ومواقف وخطوبة وربّما ارتباط وليس استجابة علمية لتركيبة معيّنة، مجرّد اختبارك لها تضمنين مراحلها القادمة. 

وفي حين أن الخبرة قد تجعلك أكثر نضجاً في بعض المواقف الحياتية وليس كلّها، فهي ليست أساسية ولا يشترط نجاح علاقة حالية تراكم خبرات علاقات سابقة، وأبعد من ذلك قد تسبب لك تجربة مريرة سابقة عقبة في وجه علاقة طبيعية تعيشينها، إذ قد تُسقطين ماضيك على حاضرك وتعتبرين أن حبيبك الحالي يشبه السابق وسوف يؤذيك ويكذب عليك وتفقد بالتالي أيام حبّك براءتها وبريقها وتصبح أسيرة المقارنة الجامدة ما قد يتسبب للأسف بنهاياتها! 

ما قصدناه في السطور السابقة، هو تنبيهك من الوقوع في ندم عبثيّ غير مجدٍ مفاده أنّك لا تملكين الخبرة في الحبّ، لأنّ لكل علاقة خصوصيتها التي لا تشبه بها أية علاقة أخرى، وهذا لا يعني أنّ الخبرة الحياتية ليست مهمّة لا بل جوهرية في سياق نموّ الفرد وتطوّر الشخصية وتبلور الأهداف والآراء، ولكن وكما تعرفين، الاّ في الحبّ، فكلّ القواعد تسقط أمام هذا الشعور العظيم!