ااسباب غيرة الزوج من زوجتة

الغيرة هي شعورٌ فطري عند الإنسان، ويقال إنها دليلٌ على الحبّ والتقدير، لكنّ الغيرة الزائدة تعدّ مرضاً خطراً يمكن أن يؤدي الى العديد من العواقب الوخيمة. فتنتج في بعض الأحيان، بسبب الغيرة الحادة، مظاهر تعذيبٍ تبدأ بالشكّ في الشريك، وقد تنتهي في الضرب المبرح أو حتى القتل، وبالتالي الى إنهيار الحب كليّاً بين الطرفين. لذلك يجب تنمية الثقة بالنفس التي ستنعكس بشكلٍ واضح على الثقة بالآخر، وعدم توجيه الإتهامات والتجريح بالشريك والإستعاضة عنها بالحكمة والواقعية لحلّ كل الأزمات. أمّا أبرز أسباب غيرة الرجل من زوجته فهي التالية.

أولاً، إنّ رغبة المرأة في تحقيق ذاتها والإستمتاع في الحياة هو حقّ من حقوقها كأي فردٍ من المجتمع، إلاّ أنّ للرجل نظرة مغايرة فهو يعتبر أنّ رغبة زوجته الحقيقية هي البحث عن رجلٍ آخر يستطيع أن يقدّم لها حياة أفضل. لذلك يكره معظم الرجال المرأة المسؤولة في العمل والجمعيّات لأنه سيتم من وقتٍ الى آخر تقديرها ومدحها، وهذا ما يزعج الرجل كثيراً.

ثانياً، يحب الرجل أن يشعر بضعف زوجته وبحاجتها له في كلّ الأوقات، إلاّ أن دخول المرأة في حقل العمل قدّم لها الثقة بالنفس والإستقلاليّة من خلال إستغنائها المادي والمعنوي عن زوجها. فهي لم تعد مضطرةً لإبلاغ زوجها عن رغباتها، لأنها تستطيع الحصول على ما ترغب به من دون العودة اليه أو طلب العون. وهذا ما يغضب الرجل ويزيد من غيرته، خصوصاً إذا كان لزوجته عملاً أو علماً أعلى منه، فهو لا يستطيع أن يتقبّل فكرة تجاوز دخلها الماديّ لدخله.

ثالثاً، بعض الرجال يتوقون الى أن يكونوا محور حياة زوجاتهم، لكن الغيرة العمياء التي قد تصيبهم تجعلهم يغارون حتى من أطفالهم. فالإهتمام الزائد من الزوجة بأطفالها يولّد عند الرجل غيرةً قد تكرهه أطفاله في بعض الأحيان.
رابعاً، إنّ الرجل الغيور يكون متعطشاً لأن يبرز شخصيته وإنجازاته أمام الناس لكي يشعر بثقته بنفسه، لذلك لا يتحمّل فكرة أن يكون تابعاً لزوجته وأن تكون شهرتها ونجاحها هما أساس علاقتهما. فهو يعتبر أنّ على الزوجة إتّباع زوجها لأنه يتفوّق عليها في الحياة الإجتماعيّة والعمليّة.

خامساً، يمكن أن يكون سبب غيرة الرجل من زوجته هو الزوجة نفسها. ففي الكثير من الأوقات تصاب المرأة بالغرور فينعكس ذلك على الحياة الزوجيّة فتُشعر زوجها بأنه جاهلٌ وضعيفٌ، وهذا ما يولّد الكره، البغض والغيرة لدى الرجل.

في النهاية، يجب على الزوجان الإدراك أن نجاح أو فشل أيّ فردٍ منهما يعني نجاح أو فشل الآخر. فهما جسدٌ وعقلٌ واحدٌ يسعى دائماً الى تكوين عائلة ناجحة ومستقبل مزدهر مبني على التفاهم والثقة. فالغيرة العمياء تكون في الكثير من الأوقات سبباً أساسيّاً في إنفصال الزوجين.