القاهرة - العرب اليوم
"الخيال أهم من المعرفة، فبينما المعرفة محدودة فإن الخيال لا حدود له. الخيال هو حافز كل تقدم، ومنشئ أي تطور." ألبرت آينشتاين
تحاول كل قوة في هذا العالم أن تشكلنا وتسعى لرسم طريقنا، كالحدود الدينية والنظام التعليمي مثلًا، بل حتى الأشخاص المحيطين بنا كالعائلة والأصدقاء. وحدهم الأطفال يتفوقون علينا في خيالهم اللامحدود.
رعاية الخيال وتبنيه
لا تكوني ضمن تلك القوى المجتمعية التي تكبت خيال الطفل وتحد من قدراته، فالانتماء للمجتمع من حولنا أمر جيد للتكيف، لكنه لا ينبغي أن يكون كاملًا بما يؤدي إلى انصهار كامل ينفي عن الطفل قدراته الفريدة المختلفة عن الآخرين وإليك بعض الاقتراحات التي تعينك على تحفيز جانب الخيال عند طفلك:
اطلبي من طفلك أن يروي لك قصة المساء
اعكسي الأدوار، واطلبي من صغيرك أن يروي لك هو قصة ما قبل النوم. وإذا قال لك أنه لا يعرف أيًا من القصص التي يمكن له أن يرويها، شجعيه على أن يفكر في واحدة جديدة كل أسبوع.
العالم الذي لا تفهميه
هل طفلك معتاد على بعثرة الأشياء وإضافة الفوضى إلى غرفة المعيشة مثلًا؟ إن كان كذلك لا تعنفيه، وبدلًا من ذلك، حاولي أن تفهميه. افهمي هل يفعل ذلك إهمالًا أم رغبة في رسم عالم من يديه. إن كان كذلك ساعديه في بناء العالم الذي يريده بركن ألعاب ما أو بتخصيص مكان معين كغرفته أو غيرها يستطيع فيه فعل ذلك.
فن الجرافتي
خصصي حائط بالمنزل واسمحي له أن يرسم عليه نمطه الخاص من الجرافتي. يمكنك أن تخطيه بالأوراق، أو يمكنك أن تدهنيه بطلاء يسمح لك بتنظيفه باستمرار. اجعليه مصدر المرح الذي يمكنك مشاركته. ومستقبلًا عندما يكبر الصغير، يمكنك أن تعيدي طلاءه كما ترغبين. اسمحي لصغيرك بالتعبير عن فنه ومشاعره وغضبه وأن يرسم عالمه كما يراه ويحبه ويريده، فهذا يساعده على بناء شخصيته.
اطلبي من طفلك البدء في كتابة كتاب قصص
إحدى الفوائد العظيمة للقراءة، أن يتصور القارئ عالمًا حقيقيًا أو فيلمًا مصورًا بناءً على قصة. دربي طفلك على ذلك. اقرأي له قصة لا صور فيها، واطلبي منه أن يرسم المشاهد التي تروينها. شاهدي فيلمًا يخرجه طفلك وتمتعي بموهبته الفريدة. إذا استمتع بمثل هذا النشاط، فيمكنك أن تجعليه نشاطًا أسبوعيًا لكما وستلاحظين مدى التطور الرائع على شخصية طفلك.
الخيال الموسيقي
انتقي بعض القطع الموسيقية المختلفة من سيمفونيات وكلاسيكيات مختلفة. استمعي لها مع صغيرك واسأليه ماذا شعر بكل منها. هل شعر بالحب أو السعادة أو الغضب أو الخوف، وهكذا. هذا التمرين يجعل طفلك يربط الأصوات بالمشاعر، ويطوّر هذا من قدرته على تذوق الموسيقى.
أصدقاء خياليون
لا يُشكل الأصدقاء الخيالين مصدر تهديد وخوف كما يتصور بعض الآباء، بل إنهم ربما يمثلون السند للصغار أحيانًا. اجعليه يُعرفك عليهم، ويمكنك التواصل معهم أحيانًا في حضوره فتكتسبين ثقة صغارك. كلما تقدم طفلك في العمر، شجعيه على إقامة صداقات حقيقية.
شاهدي حياتك من خلال عيني طفلك
اطلبي من صغيرك أن يرسم عائلته، أو يروي قصة عن إحدى العائلات التي تشبهكم. يساعدك هذا على معرفة كيف يُفكر صغيرك فيكم، وهل يشعر بالأمان والسعادة مع عائلته، ويسمح لك بمعرفة مخاوفه ومساعدته على التخلص منها.
هواة في علم الفلك
إذا كان لديك فرصة تعليم ابنك بعض قواعد علم الفلك الأساسية، خذيه مرة للشاطئ أو رحلة معسكر في الصحراء. حاولي أن تلعبي معه لعبة صغيرة وتخيلي أشكالًا وصورًا مختلفة من النجوم المتناثرة في السماء المخملية السوداء. قارني كل صورة وتمتعي معه ببعض المرح. يمكنك أيضًا القيام بذلك في المنزل عبر رسم أشكال أو نقاط عشوائية بالحبر على قطع من السيراميك وعلقيها كلوحة في غرفة المعيشة.
غيري شيء واحد
كل فترة، اسألي صغيرك هل هناك ما يود تغييره في حياته أو في أسرته؟ وما هو؟ ولماذا؟ تسمح لك مثل هذه الأسئلة بمشاركة صغيرك أفكاره وأحلامه وآماله، وتأكدي أنك في معظم الأحيان ستفاجئين بأفكاره وستفخرين بها.