أكدت ابنة وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون أنها "واثقة من أن الوزيرة ستتعافى من الوعكة الصحية التي ألمت بها، وستعود إلى استئناف مهام عملها قريبًا". وكانت هيلاري كلينتون "65 عامًا" قد غادرت المستشفى وتوجهت إلى منزل العائلة في شاباكوا في نيويورك الأربعاء الماضي. وذكرت شيلسي كلينتون "32 عامًا" على صفحتها بموقع "تويتر" إلى محبي والدتها كافة أن "حالة وزيرة الخارجية في تحسن وأنها غادرت مستشفي نيويورك بريسبيتيريان بعد أن أمضت فيها ثلاثة أيام للعلاج من تجلط دموي في رأسها". وكانت شيلسي قد ظهر على ملامح وجهها القلق البالغ في صورة لها نشرت الإثنين الماضي في أعقاب زيارتها لأمها في المستشفى. ولم يمر يومان حتى ظهر بيل كلينتون مشرق الوجه وابنته شيلسي وعلى وجهها ابتسامة عريضة بصحبة الأم خارج المستشفى في مانهاتن، وهو الظهور الأول لهيلاري كلينتون منذ السابع من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، إذ بدت وهي تمسك بيد ابنتها وتخطو خارج المستشفى، بينما بدت شيلسي متماسكة. وكشفت شيلسي عن "سعادتها بخروج أمها من المستشفى"، كما أعربت عن "امتنانها للفريق الطبي بالمستشفى الذي سهر على رعايتها حتى تماثلت للشفاء". وبعد ظهور العائلة أمام المستشفى، انطلقت سيارة طبية في وزرة الخارجية إلى مركز طبي في الشارع نفسه لإجراء مزيد من الاختبارات والتحاليل الطبية، ثم عادت إلى المستشفى بعد ساعة، ثم غادرت المستشفى مساء الأربعاء لتمضي فترة النقاهة في منزل العائلة في حي شاباكوا الفخم في نيويورك. وكان بيل كلينتون قد اشترى هذا المنزل الذي يبعد 40 دقيقة خارج مانهاتن في العام 1999 ليكون منزل العائلة. وتشير وسائل الإعلام المحلية إلى أن "الشرطة كانت تحاول إبعاد الصحافة من التجمع حول المنزل".  وقال ضابط في شرطة نيوكاستل إنه "غير مسموح لمندوبي وسائل الإعلام بإيقاف سياراتهم على الطريق المؤدي إلى منزل كلينتون". وأكد المتحدث باسم وزيرة الخارجية الأميركية، فيليب رينيس "ما جاء في عبارات شيلسي على موقع "تويتر"، وأشار إلى "اعتزام هيلاري كلينتون استئناف مهام عملها في الوزارة". وقال إن "الفريق الطبي أكد لها أن حالتها الصحية تتحسن بصورة طيبة على المستويات كافة، وأنهم على ثقة من أنها ستستعيد عافيتها بالكامل في القريب العاجل". وأضاف المتحدث أن "هيلاري تتطلع في شغف إلى العودة إلى مكتبها في الوزارة"، وأوضح أنه "سيعلن في وقت لاحق جدول أعمالها خلال الأيام القليلة المقبلة". وقال "إنها وعائلتها يقدرون تمامًا الرعاية الفائقة التي تلقتها على يد فريق الأطباء والممرضات والعاملين كافة في المستشفى التابعة للمركز الطبي في جامعة كولومبيا". وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، فيكتوريا نولاند قد أعلنت من قبل أن "هيلاري ستعود لاستئناف مهام عملها الروتينية في مكتبها والاجتماع بنوابها الذين تولوا مهام السياسة الخارجية الأميركية في غيابها". وأضاف أنها "كانت في غاية النشاط والحيوية وهي تتحدث معهم". يذكر أن هيلاري كليتنون قد بدأت بالفعل في استئناف عملها عبر الهاتف مع نظرائها الأجانب. وذكرت صحيفة فوغ  أن "ظهورها القصير الأربعاء الماضي أمام المستشفى كان يحمل إشارة منها إلى أنها قادرة على العودة لاستئناف مهام عملها على الرغم من أن بعض خصومها قد ألمح بأن حالتها الصحية قد تضطرها إلى التخلي عن فكرة خوضها انتخابات الرئاسة العام 2016 كما تردد الشائعات". بينما يهزأ البعض الآخر بقوله إن "وزيرة الخارجية التي تستعد لمغادرة وزارة الخارجية ربما كانت استغلت حالتها الصحية لتجنب مواجهة لجنة تحقيق الكونغرس الأميركي حول الإخفاقات الأمنية لوزارة الخارجية أثناء تعاملها مع الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في بنغازي في الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي". وكانت كلينتون قد دخلت المستشفى الأحد الماضي بعد أن كشفت أشعة بالرنين المغناطيسي عن وجود تجلط دموي داخل رأسها نتيجة سقوطها في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وأكد الأطباء أن "التجلط الدموي لم يسفر عن سكتة دماغية أو أي أضرار عصبية، وأن المخ لم يصب بأي ضرر نتيجة تلك الجلطة كما أنها لن تنطوي على خطورة على حياتها". وعلى الرغم من تأكيدات الأطباء التي تشير إلى ارتفاع معنوياتها أثناء العلاج وتفاعلها مع الأطباء وأفراد العائلة، لكن الكثيرين أعربوا عن "قلقهم بعد أن شاهدوا صورة لشيلسي كلينتون وهي في حالة ذهول وقلق أثناء زيارتها لوالدتها". ومن المعروف أن شيلسي متزوجة من المستثمر المصرفي مارك ميتزفنسكي وتعيش بالقرب من مانهاتن، كما أنها مرتبطة عاطفيًا بشدة بعائلتها. وقد دخلت شيلسي عالم الأضواء العام 1993 عندما تولى والدها رئاسة أميركا. وفي مجلة فوغ قالت إحدى صديقاتها إن "موت جدتها دوروثي رودهام خلال العام الماضي، كان بمثابة صدمة مدمرة لشيلسي". وذكرت أن "نيكول فوكس صديقة طفولتها في آب/ أغسطس من العام الماضي مرت بأصعب مراحل حياتها قسوة عندما ماتت جدتها". ولكنها عادت وأبدت تفاؤلا كبيرًا في رسالتها في أول أيام السنة الجديدة بمناسبة تعافي والدتها. ومن المعروف أن شيلسي ترتبط ارتباطًا عاطفيًا قويًا بوالديها وأنها اكتسبت فعاليتها السياسية بمجهودها وإرادتها. وكانت إلى جوار أمها خلال حملتها الانتخابية لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة العام 2008، ولم تخش من الأضواء أو الحوارات ودفاعها السياسي عن قضايا الأقليات الجنسية والنسائية. وكانت الجلطة التي تعرضت لها هيلاري أخيرًا قد أعادت إلى الأذهان إصابتها بجلطة كبيرة في ساقها العام 1998 وهي الجلطة التي وصفتها في مقابلة لها مع صحيفة نيويورك ديلي نيوز العام 2007 بأنها أكبر وعكة صحية تتعرض لها في حياتها. ومن المعروف أن معظم جلطات الساق يتم علاجها على مدار ستة أشهر بالعقاقير الطبية لتذويبها ومنع تكرارها. أما جلطات الرئة والمخ، فهي الأكثر خطورة . وكان مرض كلينتون الأخير قد اضطرها إلى إلغاء جولات سياسية خارج الولايات المتحدة، كما حال من دون قيامها بالإدلاء بشهادتها أمام الكونغرس حول الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في بنغازي، الأمر الذي عرضها لاتهامات بالتمارض والتهرب من المساءلة أمام الكونغرس حول الهجوم الذي راح ضحيته أربعة من الأميركان. لكن المتحدث باسم الخارجية الأميركية وصف تلك المزاعم والتقارير بأنها "كلام فارغ وهراء". وهناك من يردد بأن "تقدمها في السن وحالتها الصحية يحول من دون قدرتها في الواقع على خوض فترتي رئاسة في حال انتخابها رئيسًا للبلاد العام 2016".